حبر على ورق 458
بقلم غسان عبد الله
ماذا أجيب الأغبياءْ؟!
ماذا أجيب هؤلاءْ عن نجمةٍ هوتْ بقلبي ذات ليلةٍ حزينة كوجه الحب والميلادْ.. عن نجمةٍ حاصرها الأوغادْ.. وأضرموا برأسها الضجيجَ والغبارَ.. صادروا الهواءْ.. ماذا أجيب الأشقياءْ.. وهمْ يهدّمون مجرى النهرِ.. همْ يؤرّقون جفنَ الزهرِ.. همْ.. وهمْ في القلب يطفئونَ شعلةَ الأشواقِ والغناءْ؟ ماذا أجيب الأغبياءْ إذا حضنتُ النهرَ في صدري ولملمتُ العبيرَ في العيون الباكية؟ إذا توسدتُ الهوى والحلمَ في قلب؟.. ماذا يقول الحاقدون… هؤلاءْ إذا زرعتُ في شراييني محبةَ الوطنْ وعن عيونهِ مسحتُ دمعةَ الشجنْ ماذا يقول هؤلاء السفهاءْ؟!!.
نشور
إلى أينَ تمضي؟!.. إلى أي حزنٍ ستبقى تدورْ.. تفتّش في الطرقاتِ.. تقلِّبُ تحتَ الصخورْ؟!.. عن الشمس.. عن خضرةٍ؟!.. عن بلاد؟!.. وعن وطنٍ يحتويكَ بملءِ المدى؟!.. ستشقى كثيراً.. وسوف تحبّ الشقاءَ الذي فيه تحيا النشور.
انتظار
ومر الزمان بطيئاً.. بطيئاً.. كأني خلقت لأحصي خطو الثواني.. ولكنها نجمة الصبح تلمع في أفق آخر وأحثُّ السرى فتباشيرها ظهرت وأنا مثقل بالأماني فأسرجي مهرة الوصل إن كان بين ضلوعك قلب وشدي إليَّ الرحال فهذا أنا قد فتحت لك القلب زينته بهواي الجموح.. فرشت ورد دمي.. فلتطأ قدماك لظى الجرح ولتدخلي عرشك المتوج بالشوق إني انتظرتك ما زلت حتى تعجَّب من صبري الانتظار.
نملة
أنا لا أفتّشُ يا قصيدةُ عن قميصٍ كلُّنا في زحمةِ الزمنِ المعتِّمِ عورةٌ.. من قالَ إن الليلَ ستّارُ العيوبْ؟! أنا لا يضيرُ سنابلي الشقراءَ إن أرختْ ضفائَرَها على البؤساءِ والغرباءِ.. لكنْ مؤلمٌ للجذْرِ إن خبزَتْ طحيني “نملةٌ” ورمتْ بأوراقي النديةِ في الدروبْ وسَعتْ تعضّ أناملي كي لا أخطَّ على اليبابِ جداولي.