محليات

الكيان الصهيوني يعلن الحرب على لبنان والصراع يتجه إلى مرحلة لا ضوابط ولا حدود لها

بقلم محمد الضيقة

أوساط سياسية متابعة أكدت أن التدابير التي قام بها جيش العدو لم تأخذها المقاومة في لبنان من باب التهويل، وهي كانت قد أعدّت ما يلزم لمواجهة أي تغيير أو تجاوز لقواعد الاشتباك السائدة منذ طوفان الأقصى، إلا أن ما حصل عصر الثلاثاء الماضي كان هجوماً غير عادياً وكأنه من فيلم خيال علمي، حيث أدى انفجار متزامن تقريباً لآلاف من أجهزة الاستدعاء إلى إصابة الآلاف بجروح، الكثير منها صعبة وخطيرة، لافتة إلى أن هذا العدوان بغض النظر عن كيفية حصول هذا الاختراق لأجهزة الاستدعاء، إلا أنه يعني أن الكيان يسعى إلى تغيير قواعد الاشتباك، خصوصاً مسألة استهدافه للمدنيين، وهذا قد يقود إلى حرب واسعة إذا ما استهدفت المقاومة خلال ردها المرتقب مؤسسات مدنية أو مستوطنات صهيونية لم يتم إخلاؤها بعد.

وأضافت الأوساط أن حصول حرب واسعة النطاق ضد المقاومة في لبنان يعني أن القتال لن يقتصر بعد الآن على الحدود وسيشمل كافة مناطق الكيان وسيشمل أيضاً كافة المناطق اللبنانية.

واعتبرت الأوساط أن الرد المنتظر قد يستغرق بعض الوقت من أجل إجراء تحقيقات دقيقة وشاملة من أجل الوصول إلى حقيقة ما حصل، إلى جانب ذلك تضيف الأوساط أن طبيعة الرد والمواقع التي سيتم استهدافها ستحدد طبيعة المرحلة المقبلة التي ستحكم المواجهات الدائرة، فإما أن تبلع إسرائيل رد المقاومة مهما كانت خسائرها وتخضع مجدداً للقواعد التي كانت سائدة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، وأما أن ترد على الرد، وهذا يعني أن المواجهات ستتدحرج نحو حرب واسعة، وهذه الحرب يخشاها الكيان الصهيوني على الرغم من تهديداته، لأن قادة الجيش يعرفون جيداً ما يمتلكه حزب الله من أسلحة كاسرة للتوازن لم يتم استخدامها حتى الآن.

والغريب – تقول الأوساط – أن نتنياهو نفذ عدوانه ثم صمت، فلا الكيان في حالة حرب حتى تندفع قيادته لحرق هذه الورقة ولا القيادة ذاتها جعلت من العدوان بداية لحرب واسعة خصوصاً في ظل حالة الإرباك التي حصلت والتي تم احتوائها بسرعة كبيرة.

مشيرة في هذا السياق إلى أن العدو كما يبدو يسعى من خلال هذا العدوان إلى أي إنجاز لرفع روح جيشه المعنوية التي تهشمت في قطاع غزة حتى ولو على حساب كشف بعض خططهم السرية. وهذا يعني – تؤكد الأوساط – أن عدم قدرة العدو على الحسم سواء في قطاع غزة أو على الجبهة مع لبنان وعجزه أيضاً عن توسيع خريطة الصراع جعلهم يلجؤون إلى هذه الورقة السرية من أجل اعتبارها انتصاراً كبيراً، وهي فعلاً ضربة ليس لها مثيل في التاريخ. وختمت الأوساط أن المقاومة لن تخضع في ردها للانفعالات، إلا أن قادة العدو يعرفون جيداً أنهم دفعوا المقاومة إلى الخروج من مربع القواعد التقليدية للمواجهات الدائرة إلى مربع جديد ومرحلة جديدة وستحددها انتقام المقاومة والتي ستدخل المنطقة في حال رد العدو على الرد مرحلة صعبة ومعقدة قد تؤدي إلى نهاية هذا الكيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *