حبر على ورق 459
بقلم غسان عبد الله
هو الوقتُ
ها هي شجيراتُ البكاء تحطّم أشباحَها.. وجفونُ الحديقة تلتهمُ الظلَّ.. كيف يفيءُ المتيّمُ؟.. أين ستنْعَسُ أفكارُهُ العاثرةْ؟!.. مشى خُطْوَةً نحو نبعِ الطفولةِ لكنّ عكّازةَ العمرِ غارتْ.. فكيف لرملِ كَثِيبٍ تناثرَ أنْ يسنُدَهْ؟! يهمُّ، ليصعدَ صهوة أفراسه الخشبيةِ يصهلَ مثل خيول القبائلِ حين تكرُّ.. هو الوقتُ، يحدونا، كيف نفرُّ وتكبو جيادُ الحياةِ فتَسقطُ أحلامُنا في ملمّات تلك الدوائرِ.. والبعضُ الحاسدونَ يرقبونَ سقوطنا.. قد يُشْعِلُ “البعضُ” منهم لفافاتِنا في الدموع فننعس إذْ نفقد الذاكرةْ!.
تأثيث
لم يفكر أحد من قبل في تأثيثي من الداخل!.. يأتون فقط ليستريحوا قليلا قبل رحلة أخرى تنتظرهم على الطريق!.. الناس تؤثث فقط تلك البيوت التي يسكنوها أو يعتقدون أنهم يفعلون ذلك!.. نعم.. لا أحد يؤثث محطة قطار!
هذا هو المطر!
“المطر هو الماء الذي يأتي من السماء، حتى تمتلئ الآبار وينقط سقف بيتنا وننام جميعاً بين السطول التي ينقط فيها السقف!.. المطر جميلٌ ولكنه باردٌ، أنا أحبُّ المطر ولكن المطرَ لا يُحبُّني فهو يبلِّلُ ثوبي، لو كان “عندي” ثوبٌ ثاني ما زعلت من المطر”.
زمنٌ مستحيل
زمن يؤرخ للمستحيل القادم يقتنص وحيَهُ من العُرْيِ والعدمْ.. يجمع شتاته من غثيان المكان.. زمن تتوحّش نسائمُهُ.. يسقي القلوبَ بالحميم.. يجهضُ أجنّة الفقر من أرحام الفطرة.. زمن يرتدي أقنعة الحلم والوحي… يسلب الجسد من روحه النور… زمن يلوِّثُ اللحظةَ بالتيهِ والجحيمِ.. تصيرُ البيئةُ مُدُنَ ملحٍ وشظايا دخان… زمنٌ يلبس فحيح الثعبان.. الثعلبُ يلوّثُ الثرى بثلج العدم… زمنٌ بلا وحي يكسّر المرايا.. يزرع الظلماء في كل شيء.. زمن يقمعُ الملائكةَ.. يخلع الروحَ… يبذر الجنائز في الأفق.