روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي 459

ابن زيدون ـ ودَّع الصبر

وَدَّعَ الصَبرَ مُحِبٌّ وَدَّعَـــك ذائِعٌ مِن سِرِّهِ ما اِســتَودَعَك
يَقرَعُ السِــنَّ عَلى أَن لَم يَكُن زادَ في تِلكَ الخُطا إِذ شَــيَّعَك
يا أَخا البَدرِ سَــناءً وَسَــناً حَفِظَ اللهُ زَمــاناً أَطلَعَـــك
إِن يَطُـــل بَعـدَكَ لَيلي فَلَكَم بِتُّ أَشــكو قِصَرَ اللَيلِ مَعَك

البحتري ـ شفاء النفس

أَلَمَّـتْ وهل إِلْمامُهـا لك نَافِـع وزارت خيالاً والعيونُ هواجـعُ
بنفسـي مـن تنأَى ويدنو خيالُها ويبذلُ عنهــا طيفُهـا ويمانـعُ
خليليَّ أَبلانـي هَــوىً مُتَمنِّعٌ له شيمـةٌ تَأَبَى وأُخْـرَى تُطَاوعُ
وإنَّ شفـاءَ النفـسِ لَـو تَعْلَمِينَه حبِيبٌ مُواتٍ أَوْ شَبَابٌ مُراجِـعُ

إبراهيم طوقان ـ نارُ الهوى

مســـهدون وَهُم حَيرى مَحاجرهم تَنوطها بِنُجوم اللَيل أَســــبابُ
أَن يَخْبُ للحُبِّ في أَكبادِهـــم قَبسٌ سَــقَتهُم مِن شَرابِ المهلِ أَكوابُ
وَكَيفَ يَبغون عَن نار الهَـوى حِوَلاً وَعِندَهُـم قاصِراتُ الطَرفِ أَترابُ

باحثة البادية ـ حديثُ النفس

اصرفي ما اسـتطعتِ عنكِ الهموما واحذري الحُزْنَ والأسى أن يُقِيما
قدِّري إنْ أصابَكِ الشـرُّ يوماً أنَّ ما زالَ عنكِ كان عظيما
وإذا ما أصبتِ في الدهـرِ مالاً فاذكري فاقداً لهُ محـروما
فتعيشي بغبطةٍ وهــناءٍ ويكون الشقا لديكِ نعيما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *