عبرة الكلمات 459
بقلم غسان عبد الله
شجرةُ الزمن
سَتَفِيءُ القبراتُ إلى نرجسِها الغائمْ.. ويعبرُ الّليلكُ مثواهُ الأخيرْ.. سَتُهَشِّم خاصرةَ المستحيلْ.. وتلعبُ الطيورُ النردَ فوقَ طاولةِ خديكَ أما أنا.. أنا الذي تمرّغتُ طويلاً في مهاجعِ المنفى فلن أَتجاسرُ وأنظرُ إليكَ مرَّةً ثانيةْ لنْ….. لنْ. إذ كلما رأيت عينيك اللاهيتين بالموتْ.. سقطتْ ثمارُ بهجتي مِن شجرةِ الزمن!!.
قُمْ لأراكَ!!
في جعبتي سهامُ القلقْ.. هل أغرسها في حشايايَ.. أم في كبدِ الظلامْ؟.. صنعتُ مِن طاولةِ الفجرِ.. سفينةَ الخلاصْ.. وحين هبَّ موجُ التداعي.. انفردَ العدمُ بي وأَثخنَ رأسي بشظايا الحطامْ.. يا أيُها الموتُ قُمْ لأراكَ على طولِكَ.. كفاكَ تَرّبُصاً.. ـ لم تعد تخيفني ـ سأغمدُ حرابَ لوعتي في قلبِكَ الفتيِّ وأفقأُ عينيكَ.. قبلَ أَنْ تطالني وتخيطَ مِن زهرةِ قصائدي خِرقةً باليةً تتهاوى في زحمةِ الوجودْ.
طائرُ القلب
على مقعدٍ في حديقةِ أحلاميَ الموحشةْ.. حطَّ طيرٌ وحيدْ.. جناحاهُ من خضرةٍ نَمْنَمَتْها المسافاتُ والرحلةُ الآسرةْ.. طائرٌ ضاقَ في وجههِ كلُّ ذاك المدى ورأى دمَه يستباحُ على مفرقِ الدائرةْ.. ورأى الشمسَ ترسمُ ظلَّ جناحيه فوق الحشائشِ.. كيف للطير أنْ يستعيدَ صدى الحزن والذاكرةْ؟! فيا طيرَ قلبي المسافرَ من علّمكْ؟! وألقى على رفّةٍ من جناحكَ – هذا الكسير – دمَكْ؟!.. تأهّبْ!! فإنّك لا تعرف الآنَ من أينَ يأتيكَ سهمُ الأحبةِ كي يقتلَكْ.. تأهبْ، ورفرفْ لتبقى الملكْ!.
جنون
أيها الجنونُ العظيمْ.. هيا اخلعْ نعاسَكَ الجبانْ.. امتشقْ وردةَ قهرِكَ.. وازحفْ بجيشِكَ الجرّارْ.. اقتحمْ معاقلَ هذا الآثمَ.. المُسمى “العقل”.. لا تَدَعْهُ يفلتُ مِن بين يديكْ.. فهو مطلوبٌ للعدالةِ.. منذُ غابرِ القرونْ!!.