محليات

الرئيس بري يفتح باب التسوية الرئاسية والمقاومة تسطّر أولى ملاحمها جنوباً

بقلم محمد الضيقة

بعد الطوفان بدأت معركة كسر العظم بين المحور المقاوم والمحور الأمريكي الهادف إلى شرذمة قوى المقاومة ابتداءً من لبنان بعد إضعاف المقاومة في فلسطين وفق تسلسل قد يصل إلى العراق واليمن.

أوساط سياسية متابعة أكّدت أن المشهد السياسي القائم حتى الآن يشبه إلى حدٍّ كبير المشهد الذي ساد الشرق الأوسط بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وتقسيم المنطقة وفقاً لاتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا.

وأضافت الأوساط أن المحور الأمريكي في هذه المرحلة يسعى إلى تقسيم جديد للمنطقة وإنشاء كيانات جديدة مع عملية تغيير ديموغرافي بناءً للانتماءات الطائفية والمذهبية والقومية. وهذا المشروع الذي أعلنته واشنطن منذ عام 2003 عقب الغزو الأمريكي للعراق وتم اجهاضه بعد حرب انتصار المقاومة في حرب تموز عام 2006، وأشارت الأوساط إلى أن الرهان اليوم قائم على الحرب الدائرة في الجنوب بين المقاومة والكيان الصهيوني والتي قد تستمر زمناً لكن في النهاية سيكون النصر للمقاومة وبالتالي ستكون تداعياته على محور المقاومة في المنطقة إيجابية ويبقى متماسكاً ومستمراً في مواجهة المشروع الأمريكي وصولاً إلى انهيار الكيان الصهيوني الذراع التي تستخدمها واشنطن لتنفيذ أجندتها في المنطقة. وأوضحت أن الكيان الصهيوني اعتبر أن الضربات المؤلمة التي وجهها لجسم حزب الله وصولاً إلى اغتيال أمينه العام سيضعف المقاومة وبالتالي بدأت تحضر لحرب برية واجتياح الجنوب للانتقام لهزيمته التي مُني بها عام 2006.

إلا أن الأوساط تؤكد أن حسابات العدو اصطدمت بواقع مختلف جذرياً عما تصورته، وهذا ما ظهر جلياً من خلال المواجهات التي تدور في الجنوب. وهذا يؤشر إلى أن الحرب ضد حزب الله ليست لعبة فلا يمكن القضاء على قدراته الاستراتيجية والتي وصلت إلى حدٍّ تسبب بتهديد وجودي للكيان الصهيوني.

وأكدت الأوساط أن الوحدة الوطنية بين المكونات السياسة والدينية وفي كافة المناطق قد أجهضت ما كانت تسعى إليه إسرائيل لجهة زرع الفتنة بين اللبنانيين بعد التهجير وتوزع النازحين في كل المناطق اللبنانية إضافة إلى صمود أسطوري لبيئة المقاومة المتمسكة بالمقاومة وخياراتها. عدا عن الموقف للحكومة التي تلعب دوراً من أجل تأمين الصمود في وجه المشاريع الصهيونية بالتعاون مع رئيس مجلس النوّاب نبيه بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذين يشكلون نواة وصمام أمان للوضع الداخلي خصوصاً بعد أن فتح الرئيس بري باب التسوية الداخلية من أجل انتخاب رئيس للجمهورية بهدف تحصين البلد بوجه العربدة الصهيونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *