حبر على ورق

حبر على ورق 461

بقلم غسان عبد الله

أمرتُ الغياب

حيث ازرقّتْ الدنيا وجئتُكَ راكضاً على أصابعي مطعوناً باللهاث أنزفُ شوق احتراقِ الملتقى ووجيب الأهلِ في انتظاركَ تُطلُ كعادتكَ ولم أجدك!.. لم أجدك!! لماذا لم أجدك؟ لأمرَّ من شوارعَ ملتهبةٍ وزاروبٍ بلا ملامحْ.. وشجرٍ عند مدخل البيت يوبّخني على الغيابِ والكسلْ.. وأنا عذري نزيفي.. ونارُ المساء الأخير التي تتقاذفها اللوعةُ ويلوكُ نسيجَها الموت.. أأتوقّع؟!.. أنك لن تعودَ كما عودتنا.. ولن ترجع؟.. أتوقّع!.. أتوقع.. ذلك ما اعتراني حيث هُرِعنا إلى المستشفى ووجوه الأخوة باهتة تفرّ إلى الفضاء.. آهٍ يا شقيق الروحِ.. يجاورني أمسي ويسرح في دمي الغيابْ.. ليس لي سوى….. أمرت الغياب: يعينني على بلائي.. أطفأني حينها وأحصى الدموع على بكائي.

حديثُ القلم

تجسَّدَ قهري.. فكان القلمْ..!! يخطُّ على صفحةٍ من ظلامْ.. قليلُ سرورٍ.. وبعضُ ألمْ!.. ويبقى عنيداً.. برغم اللِئامْ..! ويبقى جَسوراً.. أبيُّ السِمةْ..! يُكابر حتى تُصفّى العروقْ.. ويقتلهُ في القصيدِ.. عقوقْ! وتدفنهُ فكرةٌ مُبهمةْ!!.

طعنة

تُقارعُ قلبي صروف النوى.. وتسجنهُ حقبةٌ مُظلمةْ!.. وتُغرِقُ ضمن حدود المُحالْ..عباراتِ عشقي.. وسِحرَ المقالْ!.. وتخذلني طعنةٌ آثمةْ!

دنيا العتمة

يا ليل الظلمة.. يا ظلم الليل.. الساعةُ تقترب.. البسمةُ من غير شفاه الساعةُ تنهشُ دقائقَنا وتغادرُ نحو التيه المرسوم على طين عروبتنا.. سنغنّي حدّ التخمة.. ونقاتل حتى الكلمّة.. وندور.. ندور بنفس الهمّة.. نرسم خارطة النهر وخارطة العمر نركض.. نركض.. نُشيِّع كل ضحايانا.. والصمتُ على وحشتنا يؤنسِنا.. والنزف حنينٌ يحملنا في دنيا العتمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *