نشاطات

حول الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى

منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى قلنا إن النصر تحقق من خلال غزو العدو الصهيوني في حصونه وقتل جنوده وجرحهم وأسر العشرات منهم في عملية تعتبر الأولى في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني وكل ما يفعله العدو لاسترجاع الهيبة والمعنويات لم ينجح في إخراجه من مأزقه حتى بات من الواضح أنه يتخبط ويفتح معارك على مختلف الجبهات دونما أهداف واضحة سوى إيقاع العدد الأكبر من الشهداء في صفوف المدنيين وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها أما لو أردنا أن نجري محاسبة دقيقة لما حصل حتى اليوم وبعد سنة كاملة من القتال والصمود في غزة ولبنان فهو إلى الآن لم يستطع استرجاع الأسرى وأصبح مصيرهم مجهولاً وهو لم يستطع الإعلان عن السيطرة الكاملة على غزة بل إن المقاومة ما زالت حتى اليوم تخوض المواجهات البطولية وهو لم يستطع أيضاً منع الصواريخ من أن تنهال على مستوطناته من داخل غزة على الرغم من وجود أعداد كبيرة من قواته على الأرض بل إن المقاومة أطلقت اليوم صلية من الصواريخ الثقيلة على تل أبيب موقعة خسائر في صفوف العدو عمل على إخفائها كالعادة.

أما على الساحة اللبنانية فهو وإن استطاع اغتيال سيد شهداء طوفان الأقصى وقائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله وعدد من قادة الجهاد والمقاومة إلا أن ذلك لم يوقف الجبهة وبالأمس استطاعت المقاومة إيصال صواريخها إلى داخل تل أبيب ولم يستطع العدو الصهيوني أيضاً أن يرجع مستوطنيه إلى الشمال بل إنه تسبب بمزيد من النزوح من عكا وجوارها كل ذلك راكم الفشل على الفشل أما المقاومة فهي من أول الأمر وطّنت نفسها قيادة ومجاهدين على الشهادة في سبيل الله هذه الشهادة التي تقوي العزيمة وتشحذ الهمم للثأر من أعداء الله والإنسانية وما المواجهات البطولية للمقاومين مع قوات العدو الصهيوني التي حاولت التوغل في الأراضي اللبنانية وإيقاعهم في كمائن أدت إلى مقتل وجرح العشرات منهم وأجبرتهم على الفرار إلا دليل على أنهم يواجهون أسوداً لا يأبهون للمخاطر ووطنوا النفس على القتال حتى النصر أو الشهادة ولذلك فشل العدو وسيفشل أكثر ولن يستطيع تحقيق أهدافه بل إنه سيضطر أخيراً إلى الانصياع والدخول في مفاوضات غير مباشرة لوقف إطلاق النار منعاً من تدهور الأمور نحو الأسوأ واستعجال زوال الكيان الصهيوني.

إننا في تجمع العلماء المسلمين نعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية هي العدو الأول وهي التي تدير المعارك نيابة عن العدو الصهيوني وسيكون للأمة معها حساباً عسيراً وأهم ما حصل هو سقوطها الأخلاقي أمام شعبها والعالم.

إننا نتوقع أن تحاول أمريكا ثني العدو الصهيوني عن تنفيذ ضربة للمنشآت النووية في إيران كرد على ليلة القصف الصاروخي على الكيان الصهيوني التي كانت ناجحة لدرجة كبيرة مع ذلك لو جرّب العدو أن يخوض هكذا مغامرة فإنه سيُدخِل المنطقة في حرب إقليمية قد تتوسع لحرب كونية ثالثة لذا فإن المطلوب هو أن تبادر الدول الحريصة على السلام العالمي لوقف التهور الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية وتأمين مخارج دبلوماسية لها.

في كل الأحوال وبعد سنة من الصمود والتصدي والصبر والتضحيات ما زالت المقاومة ومحورها بخير ومصير العدو الصهيوني الزوال الحتمي.

النصر للمقاومة الجنة وعلو الدرجات للشهداء والشفاء العاجل للجرحى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *