روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي 462

أبو الطيب المتنبِّي ـ داءٌ العشق

عَزيزُ إِسـاً مَن داؤُهُ الحَدَقُ النُّجْلُ عَياءٌ بِهِ ماتَ المحبُّونَ مِـن قَبل
فمَن شـاءَ فَليَنظُر إلَيَّ فمَنظَري نَذيرٌ إِلى مَنْ ظَنّ أنَّ الهوى سهْلُ
وما هِي إلاّ لحظَةٌ بَعـدَ لحظَـةٍ إذا نَزَلَت في قَلْبِه رَحَلَ العَقـلُ
جَرى حُبُّها مَجرى دَمي في مَفاصلي فأَصْبحَ لي عَن كُل شُغل بها شُغلُ

أبو الشمقمق ـ وصف الفقر

برزتُ من المــنازلِ والقبابِ فلم يَعْسِــرْ على أحدٍ حجابي
فمنزلي الفضاءُ وسـقفُ بيتي ســماءُ الله أو قِطَعُ السحاب
فأنت إذا أردتَ دخــلتَ بيتي عليَّ مســـلماً من غيرِ بابِ
لأني لم أجـــد مصراعَ بابٍ يكون من السحابِ إلى التراب

ابن هرمة ـ عصمة

إِذَا أَنْتَ لَم تأخـذ من الناس عِصْم تُشَـــدُّ بها في راحتيْكَ الأَصابعُ
شــرِبْتَ بِطَرْقِ الماء حيثُ وَجَدْتَه على كدرٍ واستعبدتْـكَ المطامــعُ
وإِنِّي لَمِمَّا أَلبسُ الثوبَ ضيِّقَـــا وأتركُ لبسَ الثوبِ والثـوبُ واسعُ
وأصرفُ عن بَعضِ المِيـاهِ مطيَّتي إِذا أَعجبتْ بعضَ الرجالِ المشارعُ

الحارث بن كلدة الثقفي ـ ابن عم الصدق

تبغَّ ابن عمِّ الصدقِ حيثُ وجـدتَه فإنَّ ابن عمِّ السُّـوءِ أوعرُ جانبُـه
تبغَّيْتُه حـتى إذا ما وجــــدتُه أراني نهارَ الصيف تجري كواكبُه
وفي الناس من يغشى الأباعد نفعُه ويشـقى به حـتَّى الممات أقاربُه
فإِن يكُ خـيرًا فالبعيدُ ينالُـــهُ وإن يكُ شـرّا فابن عمِّك صاحِبُه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *