عبرة الكلمات 462
بقلم غسان عبد الله
عيترون
في تُربِكِ يتجدَّدُ خِصْبُ الأرضِ المحروقةِ.. فرحاً!.. تتعالى أسماء الشهداء.. المنصوبة رايةْ!.. عيترون.. هاتي قبساً من لونكِ كيما تتناسق أصوات المخلوقات وينبت وردٌ أحمر في الصخر الأسود!.. هاتي قبساً حتى ينبجس الينبوع وينجب ألف نهارٍ.. ونهار!.. لونكِ يختزن الألوان السبعةَ.. وشقائقُ نعمانٍ تشقُّ الصخر الأسودَ.. تسحق كل الساعات الرملية تعلن زمناً للرقّة والقسوة في آنٍ!.. تعلن غوايةَ تشرين ونهايةَ اليهودِ.. وتعلنُ: “من تراب الأباةِ.. ولادةُ الإنسانْ”.
الشهيد
لا تُربَ لكَ الآنَ وأنتَ تَفْتحُ زماناً غريباً ككتابٍ منسي.. وتكتبُ فيه أسطر الخلودِ دمعاً وحباً وصلاةْ.. شهيداً حتماً ستمضي.. لكن.. ماذا عن المحبينْ؟؟.. عن رفاق الدربِ الأباةْ؟؟.. لو تندفعَ بنبضِ قلبكَ لا قلبِ العاشقين، هذي الملايين.. لو.. لو… لو تنزَعَ هذه الكآبة عن روحنا في زمنِ الصمتِ المَقيتْ.. أو تمضي إلى عشقك.. ليصرخَ ملاكُ الأنسِ شهيدُكم ما ماتْ.
عَظَمَةُ الشهيد
كَتَبَتِ الحياةُ على ضريحِ شهيدٍ صغيرٍ.. فقالت: يعزُّ عليَّ فراقُكَ… ولكنْ… يعزُّ عليَّ أكثرَ.. عمري الذي سأظل فيه راكعةً.. أمام وجودك.
للمقاومين
في هذا الصباحِ المندلقِ مِن أكمامِ الدهشةِ تبزغون فجأةً.. فتهزجُ مدائنُ الوحدة نتشبثُ بأذيالِ طلَّتكم.. نأنسُ لصوت رصاصكم يدفعُ عنا الضيم.. ونستنشقُ أريج صباحاتكم.. فهل تُعطّرونَ موانئنا المهددةَ بالزوال؟.
دم الشهيد
الرصاصة بريئةٌ من دم الشهيد.. كانت تبحث عن أفُقٍ للحريّةِ فاعترضها جسده..!
شهيد
وجهٌ بلا عينٍ بلا أنفٍ بلا فمٍ.. فمُهُ شمسٌ.. عينُهُ قمرٌ أنفُهُ نجمٌ.. قلبٌ يَسَعُ كلَّ شيءٍ.. يفيضُ نوراً ووحياً لما يريد.. جسدٌ مسجّى على الثّرى يتجلّى فَرَحاً كبيراً يبشِّرُ بالجنة المصير.