حبر على ورق 465
بقلم غسان عبد الله
سطوةُ الاسم
لا أستطيعُ أنْ أمنعَ الناسَ من أنْ يُشهِروا ألقابَهم بعضُهم على بعض.. إنهم يموتون من أجل اللقب.. ولكني لم أُصادفْ إنساناً جوهرياً إلا كانَ يخجلُ حتى من اسمِهِ العاري من كلِّ لقب وكلِّ صفة.. وكلما ازدادتْ أهميةُ الإنسانِ الجوهريِّ ازدادَ حياؤه من اسمه.. بل حتى بوجودِهِ.. حتى يكادُ لا يلفظُ إلا همساً..
شعور
أشعرُ أمامَ بعض الجُمَل أنه حرامٌ أنْ تُكْتَبَ إلا وحدَها.. مفردةً.. كبيرة.. تُعلَّقُ هكذا.. في السماء.. تغيبُ ثم تُشرقُ في أعيادها..
الصوت
ما يُرعبُ حقاً هو صوتُ الفعل.. لا الفعلُ بحدِّ ذاتِهِ.. لعلَّ الجنديَّ الذي يهرب.. إنما يهربُ من صوت القذيفة لا من الموت.. والذي يصمُدُ ويقاتل يفعلُ ذلك لأنهُ قليلُ التأثُّرِ بالصوت وليس دائماً لأنه أكثرُ شجاعةً..
أكبرُ ضحية
كلما قامَ رجلٌ بوضعِ مواصفاتِ العالم الذي يراهُ الأفضل لاح لي أنَّ هذا الرجلَ لا أنَّهُ يستحقُ أفضلَ وأرحمَ من العالمِ الذي يدعونا إليه، بل شعرتُ أنه سيكون أكبر ضحيةٍ لهذا العالم.