حبر على ورق 503
بقلم غسان عبد الله
الذبيح
لماذا نبتغي السّفر؟ وهذا الدّربُ دائرةٌ يعود بنا مع الأيّامِ للمذبحْ!!… وإسماعيلُ أضحيةٌ لوجهِ الله ـ في الرؤيا ـ نذرناهُ.. لإسماعيلَ أغنيةٌ قبيلَ الذبحِ لو تصدحْ، لعفَّتْ عنه سكينُ القضاء العدل.. لم تذبحْ…!! أيا اسْماعيلُ صبراً فالرؤى قدرٌ. وليسَ لنا سوى الإذعانِ للقدرِ. وإن حاولتَ أنْ تَنأى فلَنْ تفلحَ!!.
ديك المزابل
لِديكِ المزابلِ صيحةُ ديكٍ، وبيَضُ دجاجهْ.. ولي، عند زَجْرِي، وداعة عطرٍ أسير زجاجهْ.. لهمْ ما يرونَ، وما يشتهونْ. ولي غير ذاكِ.. ولي أَنْ أعايشَ زنزانتي في سكونْ.. يقولونَ: باض الحمامُ. فقم نؤدِّ السلام لطيرِ السلام… حلمنا بروضةِ عشق فسيحةْ. وصُمنا، طويلاً، لوجهِ الحلول الصريحةْ. فهلْ ينتهي صومنا بفتاتِ الذبيحةِ؟!.
أنين
ها هي الأيَّامُ تجري بينَ جهشاتِ الحنينِ المرٍّ حيناً، وانكسارِ الحلم حينا.. ها أنا مَا زلتُ أَهْوَى رغمَ أَنِّي للهوى صِرْتُ الطحين… أينَ أمضي؟.. وانكساراتي أحالتْ توقَ روحي عبثاً، يلهي سقيماً، وجنونا، ها هي الأيامُ تجري تُغلقُ البحرَ وتقتادُ السفينة.
القمر والجب
وَجِلَ الخُطا طلعَ القمرْ: مترامشَ العينينِ أربكهُ السفرْ.. كلُّ الشموسِ تُجَامِل القمرَ الحبيبَ وما مِنَ الجيرانِ مَنْ يبدي ثباتاً لاستنادِ الظهرِ في وقت الخطرْ..!! متلفتاً زحفَ القمرْ.. كمْ صفقوا لطلوعهِ لكنهم ـ قبل اكتمال صعودِهِ ـ رفعوا الدعاءَ توسَّلاً لرجوعِهِ.. آهٍ من الجبِّ العريقِ وسطوةِ الحرّاسِ..!! ما عدتُ أعرفُ، بينهَم، رجلي تئنُّ من الأذى، أم راسي؟!!.
