روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي 503

ابن معصوم المدني ـ مطلبٌ ومطلوب

شــكوتُك حالاً قد أَتاحَت ليَ الجوى

 فهــل أَنت مُشـكٍ أَم لحظّيَ تتبيبُ

أُعِيذُكَ أَنْ أُمسي وفي النَفس حـاجةٌ

 ومن دون ما أَرجــوهُ همٌّ وتَعذيبُ

أَراني لقـىً لا يَرهبُ الدهرَ سطوتي

 عدوٌّ، وَلا يَرجـو نَوالِـيَ محـبوبُ

فحاشـاكَ أَن تَرضى لشِبلكَ أَن يُرى

 وقد نشــبت للدهــر فيه مخاليبُ

الإمام الشافعي ـ طعمُ الدنيا

وَلا تَمشيَن في مَنكِبِ الأَرضِ فاخِراً

 فَعَمّا قَليلٍ يَحتَويكَ تُرابُها

وَمَن يَذُقِ الدُنيا فإِنّي طَعَمتُها

 وَسيقَ إِلَيَّ عَذبُها وَعَذابُها

فَلم أَرَها إِلا غُـروراً وَباطلاً

 كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها

وَما هِيَ إِلا جِـيَفَةٌ مُستَحيلَةٌ

 عَلَيها كلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها

ابن نباتة السعدي ـ نهاية

اطلُبْ لهمِّكَ بالمُـنى كَلِفاً

 وخَلِّ صَدْري فما لي فيكَ من أرَبِ

فالمجدُ يَطلُبُ بالآفاتِ طالـبَهُ

 لم يحظَ بالمجدِ من لم يحظَ بالنُكَبِ

لا يمنَعَنّكَ صَدْمَ السيفِ رَهْـبَتُهُ

 إنّ المذلّةَ أولى مـنه بالرّهَبِ

رِدِ الهـجيرَ بثوبِ الشمسِ ملتثماً

 واعقِدْ بطرفكَ سـيرَ الأنجمِ الشُّهبِ

كيْما تنالَ من الدّنيا نهايتَها

 إما حِماماً وإمّا حُسْنَ مُنقَلَبِ

خلف الخاقاني ـ طريق الخصومة

يا عالِماً بقوافي الشعرِ قد بَرَعَا

 وللعلومِ على أنواعها جَمَعا

أَعَبْتَ نظميَ بلا نَقْصٍ وجَدْتَ بهِ

 فهل يُعابُ هلالٌ عندما طَلَعا

فـذاكَ أولُ شعـرٍ قُلـتُه حدثاً

 والشعرُ ما دار في وجهي ولا زرعا

لا تُحقِّرنَّ صغيراً فـي مُخـاصمـةٍ

 فـربما قَتَلَ الـدَّبورُ إذ لسعا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *