عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 503

بقلم غسان عبد الله

النهر السجين‏

لهذا الذي شابَ قبل الأوانْ.‏. تئنُّ جروحي،‏ وتعوي بكلِّ المحافلِ روحي،‏ لنهر أقيل من الفيضان..‍‍!!!‏ أصيح وقد مسني ضر نار الجفافْ.‏ إلهي: أيسجنُ نهرُ؟!..‏ أيغزوه مثلي انتهاك وقهرُ؟!…‏ أيعرف أن ينثني، أو يخافْ.؟!..‏ دعوا النهر لا تحبسوا ماءهُ،‏ فإن السجون ستُغرق سجانها،‏ وإن الملوكَ ستفقد تيجانها‏ إذا فقدَ النهر سيماءَهُ…‏ دعوه، كما يشتهي، لا يحب الرسنْ.‏ يحب التوثب والانطلاق‏ ويمقت أي وثاق.‏ وإن أوثق النهر يوماً أَسِنْ…؟!.‏

خلف السراب

تحدَّبَ ظهر الكلامْ.‏. وما زلتُ ألقي عليه الكنايةْ..‏ فلا بد أن أكمل العزف حتى النهايةْ.‏. وأعبر دون ارتطامْ….‏ بهذي البوادي التي علمتني الحنين لأي مطرْ.‏ خبرت لظى الانتظارْ.‏ وأيقنت أن التوغل خلف السراب انتحارْ.‏ وآمنت أن انبطاح المدائن لا يغتفرْ….!!!‏

البندقية

تعالي فإن ذلولي أضاعت فتاها.‏ فنادى عليها ولاب.‏ وعند العشيَّةِ خافَ الذئابَ،‏ فهرولَ نحو اليمينِ ونحو الشمالِ‏ ونحو الـ… وتاها….!!!.. تعالي نواجهْ ضروبَ الخطرْ.‏ فهذا أوانُ الجراد المدجَّجِ والطائراتِ العتيَّةْ.‏ وليسَ لنا ـ للبقاءِ ـ سوى البندقيَّة.‏ وكلُّ حوارٍ سواها بَطَرْ.

تعالي‏

دعي في يَديَّ يديكِ،‏ أخافُ الضّياعَ بهذا الزِّحامْ.‏. فهذا زمانُ التوّجّسِ..‏ هذا زمانُ الفِصامْ..!!‏ تعالي، فإنَّا معاً قد نسيرُ برَغمِ الظّلامْ..‏ تعالي، لأحميكِ منهمْ‏ وأنتِ تردِّين عنّي السقوطْ.‏ فهذا زمانُ التسّلق‏.. هذا زمانُ السقوَطْ..!!!،‏ أراني أُطلُّ على الهاويةْ.‏. فمُدّي جناحيكِ يا غاليةْ.‏. أخاف تغلبَ حاجاتِ يومي على مطمح الساقيةْ..‏ أراهم تمادوا بتبرئةِ الانزلاقِ،‏ وها قلة باقِيةْ..!!‏.. تفضّلِ فيءَ الحيادِ الأصمْ.‏ لتهربَ بالعافيةْ..!!‏ أريدُ البقاءَ بغيرِ سقوطٍ‏ وغيرِ حيادٍ يساوي العدمْ!!‏.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *