إقليميات

بصمود المقاومة وثبات الشعب.. أمريكا تُنهي حرب “غزة” 

بقلم زينب عدنان زراقط

لأولئك الذين مع نظرية أن “إسرائيل” تمسك بزمام الحرب وفرض قراراتها على أمريكا ومعاكسة مساعي البيت الأبيض – طائر السلام -، هل سمعتم قول الصحفي “بن كسبيت” حول كيفية انتهاء الحرب ببساطة من بعد مجيء مبعوث ترامب “ويتكوف” إلى الكيان والطلب من نتنياهو التوقيع “هُنا وهناك” – وخلصت -. فمن ذا الذي يتحكم بزمام قرارات الحروب في العالم؟ من يفتعلها ويمولها ومن يحدد أمدها؟.. كُل الشر لمنطقتنا هو من عند أمريكا. وهذه حرب “غزة” من بعد 15 شهرا كيف انتهت؟

تفاصيل الهدنة وبنودها

بدأت حرب غزة بنية استكمال قناة بن غوريون وإنشاء منطقة عازلة في غزة ودحر كل السكان منها وإن كان عبر إبادتهم جميعاً – والعين كانت على الغاز قبالة شواطئ “غزة” -، إلا أن الصمود الأسطوري للشعب واستمرار المقاومة بالتصدّي والمواجهة وتعاظم قدراتها، غيّر المعادلات، ومع مجيئ السيد ترامب إلى البيت الأبيض، وتبعاً لسياسته الاقتصادية، وجد أنه تجارياً خاسر في معادلة غزة، وما ينفق في هذه الحرب يستنزف الخزينة الأمريكية، وما من أفق إيجابي بعد 15 شهراً من الإنفاق على الجيش الإسرائيلي دون جدوى، فجاءت الأوامر بوقف الحرب بشكل فوري قبل بلوغه عتبة البيت الأبيض، وهكذا بكل بساطة، يتعاطى الغرب مع شعوب منطقة الشرق الأوسط – بسخرية واستغلال – بناءً على سياسة المصلحة الاقتصادية. ونقلاً عن مكتبه اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وشكره على مساعدته في تعزيز إطلاق سراح الاسرى، ومساعدة إسرائيل في إنهاء معاناة العشرات من الأسرى وعائلاتهم. ذاكراً أنه من المقرر أن يلتقي نتنياهو وترامب قريباً في واشنطن لمناقشة هذه القضية وقضايا مهمة أخرى.

إنَّ انتصار المقاومة في “غزة” كان لدى السيد علي الخامنئي يقيناً ثابتاً به، وسبق أن قال “سيخطّون في الكتب أنه في يوم من الأيام، قتلت جماعةٌ آلافَ الأطفالِ والنساءِ في غزة! وسيدرك الجميع أن صبر الناس وصمود المقاومة الفلسطينية وجبهة المقاومة أجبرا الكيان الصهيوني على التراجع”. هذا النصرُ لم يكن عادياً، نعم الأثمان كانت غالية جداً، تضحيات جسيمة على الأُمّة لا عِوضَ لها، وإنما بهذا الصمود كُسرت الإرادة الأمريكية أمام مرأى كل العالم الذي لم تبقَ رُقعة مسكونة على وجه الأرض إلا وسمعوا بالإبادة الجماعية التي تنتهجها إسرائيل بأهل “غزة” بتمويل ودعم أمريكي، وسقطت كل جمعيات الحقوق الإنسانية وديموقراطية الأمم المتحدة، وتنصلت العروبة من بلدان الخليج وعِربان الجوار، فلا صوت ولا موقف لأولئك في ظل الارتهان للأمريكي واضطهاده بالعالم.

ومفهوم الصهيونية قد تصدع وبات الكيان الصهيوني يواجه اليوم بعد استسلامه انهياراً مجتمعياً وعسكرياً واقتصادياً وهجرة معاكسة وعزلة سياسية، وتلوحُ عليه بوادر الانشقاق الداخلي وبداية الشرخ والهلاك… لم يتحقق أيٌّ من وعود نتنياهو ولم يتحقق الاتفاق إلا بشروط الشهيد القائد “يحيى السنوار”، والصفقة تضم تحرير آلاف الأسرى، كما يشمل الاتفاق الانسحاب الكلّي للاحتلال وإعادة الإعمار وتدفق المساعدات.

وفي تفاصيل بنود الاتفاق جاءت على الشكل التالي:

1- ضمانات دولية من إدارة الرئيس ترامب ومصر وقطر، بعدم عودة الاحتلال للحرب بعد انتهاء المرحلة الاولى من الاتفاق.

2- ⁠إنهاء وجود قوات الاحتلال في محور “نتساريم” خلال المرحلة الأولى والذي كان يخطط الاحتلال لأن يكون الحد الشمالي لقطاع غزة وفق استراتيجية اليمين الصهيوني.

3- ⁠عودة النازحين بدون تفتيش بدون قيد أو شرط.

4- ⁠انسحاب العدو من كافة المناطق السكنية داخل قطاع غزة في المرحلة الأولى.

5- ⁠تعهد قطري للإغاثة الشعب الفلسطيني بكل ما يلزم في المرحلة الاولى، بما يشمل الغذاء والإيواء وتأهيل المستشفيات.

6- ⁠عودة معبر رفح للعمل بشكل طبيعي في كلا الاتجاهين خلال المرحلة الأولى.

7- ⁠تأمين سفر كل الجرحى والمصابين خلال الحرب بمن فيهم المقاومين الجرحى.

8- إطلاق سراح نحو 1700 أسير معظمهم من قطاع غزة بما فيهم جميع النساء والأطفال الذين اعتقلوا خلال الحرب.

9- ⁠إطلاق سراح 250 أسيرا من أصل 550 من معتقلي المؤبدات في سجون الاحتلال خلال المرحلة الأولى.

10- ضمانة دولية بإعمار شامل لغزة في المرحلة الثانية.

11- ⁠حماس ستبقى تحتفظ بجميع جنود وضباط جيش الاحتلال الأحياء والأموات في الأسر لضمان تحقيق منجزات كبيرة خلال المرحلة الثانية والثالثة من الاتفاق.

ولكن حسب محلل الشؤون العربية في قناة i24 العبرية “باروخ يديد”، أن هنالك كيفية مشترط عليها وبنود كبيرة حول كيفية إتمام الصفقة، بدايتها مع إنشاء مجلس انتقالي عبر الإمارات بأمر رئاسي من أبو مازن يضم 20 عضواً من غزة وأماكن السلطة والإدارة الحالية واستبدال محمود عباس أو تجريده من صلاحياته والأهم من ذلك خطة للانتخاب لكل من البرلمان والرئاسة الفلسطينية، تبقى الأمور وفق وقائع الميدان وسريان بدء وقف إطلاق النار منذ بعد غد، يوم الأحد في 19 يناير أي مباشرة قبل دخول ترامب البيت الأبيض.

العالم الجديد بعد “طوفان الأقصى”

وجه العالم قد تغير من بعد “طوفان الأقصى”، وموازين القوى اختلفت وتبلورت، ومع تولي ترامب رئاسة البيت الأبيض من جديد وهو المعروف أنه لا يدعم أساليب العنف العسكري والحروب طويلة الأمد، بل يعتمد ما هو أكثر خبثاً في المواجهة، فلا ننسى أنه بعصره دُمّرَ اقتصاد العالم ومات مليار ونصف من العالم جرّاء وباء كورونا الذي كان جلّياً أنه فايروس مُعدّل جينياً تمّ اختراعه لإبادة الشعوب، وخصوصاً في الحرب المستعرة ما بين أمريكا والصين والخطر المُحدق بالهيمنة الأُحادية القطب للاقتصاد العالمي. وجرى مؤخراً تداول أسماء أوبئة مثل “حُمى القرود” الذي اكتشفته الصين بسلالته المتحولة الجديدة وحذّرت من خطورة انتشاره؛ حتى تكهُّنات العرافين لم تخلُ من توقع انتشار الأوبئة في عام 2025. إلى حرائق لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا الأمريكية التي ناهزت خسائرها الـ200 مليار دولار حسب إحصاءاتها الاقتصادية الأخيرة، مع العلم أن كل الأبحاث أفادت بأنها حرائق مُفتعلة كانت بهدف تحويلة المدينة إلىSmart City AI  2028 وهي خطة بناء مدينة بالذكاء الاصطناعي في لوس أنجلوس في غضون عام 2028، إلاّ أن أساليب التلاعب بالمناخ والطبيعة جاءت قاهرةً لحساباتهم، فسرعة الرياح والحرارة المرتفعة والطبيعة الجافة، أدت إلى امتداد النيران لمساحات واسعة لم تكن ضمن تقديراتهم، وكانوا عمداً قد استنزفوا وسائل إطفاء الحرائق ولم يوفروها، – بحرائق لم يمر لها سابقة – ما تزال النيران تشتعل وتلتهم كل ما هو فوق الأرض وما من شيء يردعها منذ عشرة أيام حتى الساعة… فهل حوادث الطيران وقتل الشخصيات المهمة في طائراتهم الخاصة كان محض صدفة؟ أم أنها أساليب مستحدثة في المواجهة والحرب، إنه عصر الاغتيالات عبر التلاعب بالمناخ وأحوال الطقس والقضاء على الشعوب عبر نشر الأوبئة والأمراض المُعدّلة جينياً… إنها الحروب الخبيثة دون رصاص.

فما هي وسائل ترامب الجديدة بمحاربة أعداءه واضطهاد الدول؟ وماذا بعد تحقيق المقاومة الفلسطينية النصر لغزة وإعادة إعمارها، هل تقف السلطة لصالح المقاومة أم سيتم اقصاؤها وتستبدل بمجلس مصادق عليه أمريكياً وإماراتياً؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *