حبر على ورق

حبر على ورق 466

بقلم غسان عبد الله

مسافة

فَركْنا جُفونَ الوصولِ معاً‏.. والسباقُ استراحْ‏.. مسافتُهُ لم تكنْ غيرَ حبٍّ،‏ وكفٍّ بكفٍّ،‏ ومدَّ إليَّ جدائلَ كفّيهِ‏ قالَ بكلّ احترامٍ:‏ رَبِحتْ،‏ لأنَّكَ بُرْعُمُ غُصْني، رَبِحْتْ‏.

أنا والبكاء‏

تكوّرَ في الرُّكنِ‏ حيثُ تعوَّدتُ نفسي غريقاً‏ بهطْلِ يديهِ،‏ تكسَّرَ من صمتهِ جُملتان:‏ سأرحلُ عن قحلِ عينيكَ‏ حيث تَغورُ الدُّموعْ.‏ سئمتُ ضجيجَ ابتسامِكَ،‏ كُلّ حريقٍ أُراودُ حزنَكَ عن نفسِهِ‏ فيصلّي بمحرابِ عزفِ السّرورْ.‏

أنا والسّجّان

سَحابٌ من النّدمِ المستفيقِ‏ تَفلَّتَ منْ مُقلتيهِ،‏ أزاحَ ستائرَ كفّيهِ عن وجهِهِ‏ بَعْدَ حينٍ‏.. وسالَتْ مفاتيحُهُ في أخاديدِ‏ قفلٍ عتيقٍ‏ فأورَقَ ضوءٌ‏ بزنزانةِ الوقتِ‏.. أرْخَى عليَّ ظِلالَ السماءْ.‏

خاتمة‏

هو اللّيلُ لمّ حقائبَهُ،‏ واستردَّ جذورَ الرؤى‏ منْ ترابِ الجفونْ.‏ فماذا تقولُ القصيدةُ‏ حينَ يُقلّدُني السّيدُ السّجْنَ‏ أيقونةً مِنْ بكاءْ؟.‏

ارتواء

لا تَمْلأِ الكأسَ‏ هَاتهِ فارِغاً‏ أَقْضُمُ زُجَاجَه وأَرْتَوِيْ‏.

مصير

بأجنحةٍ من حَديد‏.. أَسْبِقُ الفَرَاشَاتِ إلى مَصير اللَّهَب‏.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *