إصرار صهيوني على التفاوض مع لبنان تحت النار والتسريبات حول اتفاق مجرد شائعات
بقلم محمد الضيقة
من دون مقدمات انتشرت في الأيام الماضية تسريبات حول إمكانية وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية وتكلفت بتعميمها وسائل الإعلام الإسرائيلية، الأمر الذي نفاه المسؤولون اللبنانيون كما استبعده الموفد الأمريكي هوكشتين الذي ادّعت المحطات الإعلامية الإسرائيلية أنه ينتظر إشارات من قيادة العدو من أجل العودة إلى المنطقة.
أوساط سياسية متابعة اعتبرت أن ما تم تداوله في هذا السياق يندرج في إطار سياسة صهيونية كانت قد استخدمتها في قطاع غزة وذلك من أجل إحداث بلبلة في بيئة المقاومة خصوصاً أن هذه المعلومات تزامنت مع إطلاق العدو المرحلة الثانية من عدوانه على لبنان.
وأضافت الأوساط أن العدو يسعى من خلال تصعيده لإجرامه واستهدافه المدنيين والمؤسسات الاقتصادية والتجارية وحتى أماكن النازحين في أكثر من منطقة، إلى تحقيق تسوية تحقق مصلحته، إلا أن هذه الهمجية الصهيونية – تقول الأوساط – لن تحقق أجندته في الساحة اللبنانية فالمقاومة ما زالت ثابتة وراسخة في الميدان وتكبده خسائر كبيرة على صعيد العديد والآليات في إطار خطة معتمدة تهدف إلى استنزافه وصولاً إلى مرحلة تفرض عليه طلب الاستجداء لوقف إطلاق النار مشيرةً في هذا السياق إلى الواقع الداخلي الصهيوني المأزوم وهذا يعني أن العدو أخطأ التقدير وأضاع أوراق استراتيجية لصالح معركة تكتيكية وضع لها عناوين كبيرة لم يحقق منها شيئاً حتى الآن خصوصاً مسألة عودة المستوطنين إلى مستعمراتهم وهي القشة التي ستقصم ظهر نتنياهو، لأنه لا عودة لمئات آلاف المستوطنين الصهاينة إلا في إطار تسويةٍ تقوم على تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، وتنفيذ القرار 1701 مع لبنان بكل بنوده من دون زيادة أو نقصان، كما أكد الرئيس نبيه بري المكلف بمتابعة المفاوضات مع الدول والأطراف المعنية بالحرب الدائرة في المنطقة.
وأكدت الأوساط أن المفاوض اللبناني وبعد ثبات المقاومة في الميدان بات واثقاً من مجموعة معطيات تفيد بأن العدو عاجز عن تحقيق أي من أهدافه خصوصاً مسألة تدمير المقاومة إضافة إلى عجزه عن تحقيق هدفه المعلن بشأن المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة.
وفي سياق قراءتها للوضع الداخلي في الكيان الصهيوني أكدت هذه الأوساط أن نتنياهو يواجه أزمةً داخلية تتمثل باتهامه بالتورط بأكثر من ملف فساد، ومن أن جيشه مرهق وجنوده يطلبون الإخلاء وقوات النخبة ضُرِبت في أكثر من مقتل على أرض الجنوب، الأمر الذي سيفرض على العدو عاجلاً أم آجلاً بتقديم تنازلات لم يعهدها الكيان الصهيوني من قبل خصوصاً أن الجرائم التي يرتكبها في غزة وفي لبنان ستصبح عبئاً عليه وسيفاً مسلطاً لمحاكمة قادة هذا الكيان بعد نهاية عدوانه في المحاكم الدولية.
وتوقعت الأوساط أن هذا الكيان قد يكون على أبواب حرب داخلية قد تبدأ بإقالة نتنياهو ومحاكمته ومحاسبة كبار قادة العدو على هزيمة 7 تشرين أول 2023 والفشل في العدوان الذي استهدف غزة ولبنان حيث لم يحقق أياً من الأهداف التي أعلنها.
إضافة إلى سياسة التضليل للرأي العام الإسرائيلي التي اعتمدتها حكومة العدو، والأخطر من هذا كله – تؤكد الأوساط – أن الخسارة الكبرى للعدو هي هجرة أكثر من مليون ونصف إسرائيلي من فلسطين المحتلة حيث أن معظمهم لن يعودوا بسبب ما تعرض له هذا الكيان. وأكدت الأوساط أن العدو الصهيوني سيدخل قريباً مرحلة الانكفاء بعد أن يتجرع كأس الهزيمة.