بعد انتصار المقاومة.. الملف الرئاسي على نار حامية
بقلم محمد الضيقة
بدا رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو وهو يعلن أن حكومته قد وافقت على وق إطلاق النار كأنه ينعي وجود هذا الكيان خصوصاً أن الذرائع التي قدمها لتبرير موقفه كانت جميعها كاذبة خصوصاً مسألة أن واشنطن هي التي ضغطت عليه وهددته باستخدام استصدار قرار من مجلس الأمن لوقف الحرب على لبنان وغزة وتمتنع عن استخدام حق النقض – الفيتو -.
هذا الادّعاء الصهيوني نفته واشنطن وأكّدت أن العدو هو الذي دعاها للتحرك من أجل استئناف المفاوضات مع لبنان.
أوساط سياسية متابعة أكّدت أنه بعد يوم الأحد الكبير الذي نفذّته المقاومة واستهدفت العمق الصهيوني وصولاً إلى تل أبيب وأدخلت ملايين المستوطنين إلى الملاجئ هي السبب المباشر الذي أرغم نتنياهو على القبول بوقف إطلاق النار خصوصاً بعد أن أعلنت المقاومة إدخال العمق الصهيوني في أجندتها في الحرب التي كانت تخوضها منذ أكثر من عام.
وأضافت الأوساط أن المعركة التي خاضتها المقاومة هي معركة عنيفة في تاريخ الحروب هي حصلت بين جيش يمتلك أحدث التكنولوجيا والأسلحة وأموال امبراطورية الغرب وعقلها الاستراتيجي وقدرات استخبارية عالية إضافة إلى عملائها وجواسيسها من جهة وبين مقاومة سواء في غزة أو لبنان هي عبارة عن قوة شعبية مشكّلة من أبناء الأرض المؤمنين بعدالة قضيتهم حيث تمكنت خلالها المقاومة في غزة ولبنان من الاستمرار في هذه الحرب لمدة عام في حرب استنزاف لمدة شهرين كاملين استخدم فيها العدو كل أنواع الذخائر في قصف المنازل والمدنيين إلا أنه وعلى الرغم من هذه الهمجية الصهيونية لم يتمكن جيش الاحتلال من التقدم سوى أمتار قليلة في الحافة الأمامية على الحدود مع فلسطين المحتلة. وتكشف الأوساط أنه بعد وقف إطلاق النار انهارت في الكيان ما سمته حملة “النصر الكامل” بكل تفاصيلها، الحملة التي أشرف على إطلاقها مكتب نتنياهو وقادها كبير مستشاريه ديفيد كير والذي تمت إقالته، كما أنه جرى إغلاق موقع الحملة على منصتي “أكس” و “انستغرام” وتوقفت عملية بيع القبعات المطبوع عليها “النصر المطلق” لافتةً في هذا السياق إلى أن نتنياهو لم يذكر ولو لمرة واحدة عبارة “النصر” عندما أصدر بياناً بشأن الاتفاق مع لبنان.
وأضافت الأوساط أنه مع سريان وقف إطلاق النار، على حزب الله أن يتهيأ ويتفرغ للداخل مع ما ستحمله الأيام من مواقف خصوصاً من القوى التي راهنت على انتصار العدو الصهيوني وهزيمة المقاومة حيث من المتوقع – كما تقول الأوساط – أن معركة الداخل قد تكون أقسى وأصعب من المعركة التي خاضتها المقاومة في الجنوب باعتبار أن أعداء المقاومة في الداخل سيزيدون من صراخهم، والحملة على الحزب ستزداد بأكثر من ذريعة سيستخدمها هؤلاء خصوصاً مسألة حجم الدمار هذا من جهة، ومن جهة ثانية هل سيعيد حزب الله تجربة عام 2006 ويتشارك السلطة مع أعداء المقاومة. هذا سؤال كبير – تؤكّد الأوساط – إلا أنها لفتت في هذا السياق إلى ما أعلنه الرئيس بري لجهة قضية ملء الفراغ الرئاسي في أسرع وقت، والعمل على انتخاب رئيس للجمهورية لا يشكّل تحدياً لأي من القوى السياسية. هذا الموقف من رئيس مجلس النواب يؤشر إلى أكثر من اتجاه، إلا أن حسم هذا الملف رهنٌ بما سيحصل جنوباً في مهلة الستين يوماً وهل أن العدو الصهيوني سيلتزم بتنفيذ القرار 1701 بكل تفاصيله؟.