عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 471

بقلم غسان عبد الله

شمس‏

فاجَأَتْها الفراشاتُ باكيةً‏ تشهقُ بنهرٍ من الدمعِ‏ مقهورةً‏ فامتطتْ صهوةَ البحرِ‏ ثمَّ انْثَنَتْ غاربَةْ‏.. داهمَتْني،‏ وكنتُ على شرفةِ الحلمِ‏ أُزجي النجومَ‏.. فجَّمَعْتُها، ثمَّ جازفْتُ:‏ أُفْرِدُها كي أرتِّبَ أحزانها وفقَ روحي‏ فجاءَتْ على هيئةِ الشمسِ وضَّاءةً لاهبَةْ‏.

هرولة

تتناهب الحيرةُ أحلامَهُ‏ تمضي الروحُ إلى الهاوية‏ يدرِكُ أنهم في طريقِهِم‏ لشدِّ وثاقِ الضفاف‏.. ويعرف أن هرولَته ستفضي به‏ إلى:‏ مراكبٍ بلا بحارٍ‏ وأزهارٍ بلا فراشاتٍ..‏ وأنجمٍ بلا سماء.‏

دروب

يتأبط الغيوم‏.. يصعَدُ نحو موتِهِ‏ فوقَ رابيةِ الليلِ يوقدُ أيقونةَ الظُّلْمَةِ‏ عبثاً يسوقون دمَهُ إلى ثكناتِ الماضي المحترق‏ عند قمةِ البحرِ تتلاقى الدروبُ.. دربٌ لخطوتِهِ‏ ودربٌ لموتِ القمر.. دربٌ لقطيع من الريح‏ ودربٌ للزمهرير العالق على تخوم يوم بعيد.‏

عرائشُ الغيم

شيخوخةُ العمرِ كتابٌ‏ بين زهرِ الأصيلِ.. ومساءُ الكَرَزِ وقَفَ باكياً كطفلٍ‏ سرقوا دميةَ الوقتِ منه‏.. أعطيتُهُ نبضي!!..‏ تلكَ أحلامُ الطفولةِ..‏ مزَّقوا كلَّ الرسائلِ ورَمَوْها‏ في سلَّةِ النار.‏. نفضوا أصابِعَهُم من دمي.. ‏بَزَغَتْ عرائشُ غيمةٍ تُبَرْعِمُ صوتَها ريشةُ طيرٍ:‏ ((ترّجل عن صهوةِ تيهِكَ‏.. واعتلِ جبالَ وعيكَ.. وانتظر مني زخاتِ المطر)).‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *