زحمة موفدين عشية الجلسة الرئاسية الثنائي الوطني لرئيس توافقي والقوات وحلفاؤها لرئيس تصادمي
بقلم محمد الضيقة
مع اقتراب موعد التاسع من الشهر الجاري المقرر فيه انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، تشهد الساحة الداخلية تعبئة سياسية من أجل توفير أقصى التفاهمات بين المكونات الحزبية من أجل الوصول إلى صيغة توافقية باعتبارها السبيل الوحيد من أجل ملء الفراغ الرئاسي.
ويواكب هذا الحراك السياسي الداخلي حركة دبلوماسية وسياسية خارجية من أجل المساعدة في تقليص نقاط الخلاف بين وجهتي نظر، الأولى تقودها القوات اللبنانية وحلفاؤها والذين يسعون إلى إيصال رئيس وفق أجندة تصادمية مع محور المقاومة ظناً منهم أن حزب الله تعرّض إلى هزيمة بمواجهة العدو الصهيوني، وأصيب أيضاً بنكسة ثانية بعد انهيار النظام السوري.
ووجهة النظر الأخرى يقودها الثنائي الوطني مع بعض الحلفاء، وتدعو إلى رئيس توافقي باعتبار أن لبنان لم يعد قادراً على تحمّل أي مشاكل داخلية خصوصاً في ظل التطورات الدراماتيكية التي يشهدها الإقليم.
وتوقعت أوساط سياسية متابعة أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة من أجل التوصل إلى تفاهم لأن الضغوط الخارجية ومن أعضاء اللجنة الخماسية التي تتابع هذا الملف منذ أشهر، لافتة في هذا السياق إلى الدور الذي قد يلعبه الموفدون وخصوصاً الموفد الأمريكي المنتظر عودته إلى لبنان الأسبوع المقبل أو الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السعودي إلى بيروت، وهي زيارة استثنائية وتؤشر إلى دور سعودي جديد يختلف عن المرحلة السابقة بعد أن نقلت الرياض الملف اللبناني من جهاز الاستخبارات إلى وزارة الخارجية.
وتضيف الأوساط أن الحراك الدبلوماسي الخارجي تجاه لبنان هو غير مسبوق، الأمر الذي يؤشر إلى أن هذه الاندفاعة قد يكون سببها الزلزال الذي أصاب سوريا، فالاهتمام بالملف الرئاسي والسعي إلى إنجازه مهما كانت العقد الداخلية سببه حسب هذه الأوساط الإشارات المبهمة حول التوجهات الفعلية لحكام دمشق الجدد، خصوصاً أن أنقرة المرعبة لهؤلاء الحكام ستحرص على ترسيخ نفوذها في عاصمة الأمويين، الأمر الذي أثار الريبة لدى معظم الدول العربية وخصوصاً السعودية.
وتقول الأوساط إن السعودية تتحرك استباقياً في حال لم تحظَ بأي دور في سوريا إلى ترسيخ نفوذها في لبنان من خلال الانفتاح على كافة قواه السياسية ولعب دور أساسي في إرساء تفاهم بين هذه القوى من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية بداية ومن ثم الانطلاق نحو تشكيل حكومة يكون هدفها الأول الإمساك بزمام الأمور، خصوصاً أن أي فوضى في سوريا قد تكون لها تداعيات كارثية على لبنان.
وحذرت الأوساط في هذا السياق من أن العدو الصهيوني قد يلجأ إلى الدخول على خط الأزمة الداخلية فيما لو استمرت الأزمة الرئاسية، وقد يعمد إلى استئناف عدوانه على لبنان أو من خلال تغذية الخلافات الطائفية والمذهبية ودفع الأمور نحو فوضى داخلية من أجل إرباك محور المقاومة.