آخر الكلام

أبحثُ في الحلمِ عن قافلةِ الأسرارْ

بقلم غسان عبد الله

أبحثُ في زوايا القلبِ عن بعضِ حنانٍ..

أدخلُ فردوسَ الأماني.. أُعلِّلُ النفسَ بكثير من الأمانْ.. وقليلٍ من الدمارْ

أغنّي لا من فرحٍ.. بل من جرحٍ قديمٍ.. وكُتلٍ من شَرَارْ..

وأدعو يا ربَّ الكائناتِ.. بعضاً من بردٍ..

شيئاً من أنسٍ وبعضاً من لفح جوىً.. لهذي النارْ..

سنةٌ بلا رأسٍ.. وأيامٌ بها داءُ الكساحْ.. ومدينة ٌ قد خلّعتْ أبوابَها كفُّ الرياحْ

وأنا المجندلُ بين أوراق القصائدِ من هدوءِ الليلِ أستجدي الصياحْ

ماذا تبقّى يا تُرى غير المراثي والنواحْ؟!..

حتى النوارسُ غادرتْ شطآنَنا.. والبحرُ من خوفٍ تأبّط موجَهُ العاتي وراحْ

ماذا تبقّى يا تُرى؟!.. ودمُ المآذن قد جرى.. وتوشّحت كلّ الشوارعِ والأزقّةِ بالجراحْ

سنةٌ بلا رأسٍ وأحلامٌ مضرّجةٌ بدم الجوع..

في كسلٍ ممدّدةٌ ظلالُ الصمتِ فيها تحت آثار الدمار

يا عاتياتِ الحزنِ فوق بيوتنا لا توجعي قلبي المشبَّعَ بالأسى.. يكفيه همّا

سنة ٌبلا رأسٍ.. وأطفالٌ مؤجلةٌ طفولتُهم إلى أجلٍ مدمّى

ولا زلتُ على قارعةِ العمرِ أزاولُ طقسَ الكهولةِ آناءَ ليلي وأطراف النهار

سنةٌ ستنقضي بلا رأسٍ وجسمُها لا تساوره الأفراح..

وسيدُّ عشقنا غادر دنيانا بمن سنلوذ حين يغزونا الدمار؟

ومدينةُ الفرح الخرافيِّ تلفّ الذكرياتِ السودَ حولَ قبابها مثل الإزار..

والصبرُ فيها – فاتحاً عينيه – يرقُدُ فوق أتربةِ اليباب مثل فلاحٍ وينتظرُ الثمارْ.

سنةٌ بلا رأسٍ يا وطن المفاسدِ.. هل يسترجعُ الحياةَ أعزلٌ من الحياءِ..

أو يستعيدَ الكرامةَ للأمةِ المفجوعةِ غيرُ زندٍ مقاومٍ يقدحً الشَّرار؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *