حبر على ورق 475
بقلم غسان عبد الله
سلمٌ وحرب
عند الحربْ.. تشتدُّ الحاجَةُ إلى العَطَشْ!.. عَطَشُ الحربِ غيرُ عطشِ السِّلْمِ كلُّ ما يحفظُهُ المرءُ عن ظهر قلبٍ يخسرُهُ وقت احتدام المعاركْ.. في السِّلمِ يلزمنا وقتٌ نتحرَّرُ بهِ من أعبائنا.. وتتحرَّرُ أجسادُنا.. من ذلّها ونتقَدّمْ.
غرور
أحياناً نحبّ من غير مقابلْ.. يقتلنا صمتُنا بلا إحساس بالظلم.. كبرياءٌ يكبحُ فينا جَماحَ بَلادَةٍ.. إنَّ ما يثيرنا، قد لا يُعيرُه الآخرونَ أهميّةً قصوى. وربما نسقطُ مهزومينَ، لغرورٍ فينا ومن الفظاعة أن نتقبّلَ إحساسَنا بأخطاءَ ارتكبناها عن قصْدٍ ومع سبق الإصرارْ.
قولٌ مأثور
خَلَفْ سبّابةِ إصبعْ يكمنُ قولٌ مأثورْ: “لا تعجَلْ في مِدح الثائرْ.. قبل أن تعرفَ كنْه الثورة.. واحذر كبرياءَ الصغارِ فإنهمْ محتاجونَ لنصائح الكبار.. أحجِمْ عن خوض التفكيرِ وامنَحْ عقلَكَ قسطاً من الغيبوبَةِ حتى لا تفنى فتختصركَ الأيامْ”.
بداية النهاية
من منّا يستطيعُ إيقافَ عجلة الحياةْ.. النجومُ باقيةٌ في حيّزٍ مفْعَمٍ بالألقْ.. والشمسُ تنفضُ ثيابَها وتخصِّبُ بأشعتها أمواجَ البحر.. والقمرُ يكشفُ أسرارَهُ.. جذورُ الأشياءِ تنمو.. الأشكالُ تنمو… الألوانُ تنمو…. كلُّ شيء يسيرُ إلى نهايته المحتومة.. والحَتْمُ خاتمةُ المطافْ.. وغالباً ما ننتبهُ لأحلامنا.. أو نكتشفُ أننا اخترقْنا ذواتِنا.. إلى بداياتِ نهاياتنا.
هو الوطن
حفنَةُ ضوءٍ، تنثالُ فوق موجةِ ماءْ هو الوطنْ.. نبضَةُ شمسٍ، تنسابُ على أرضٍ مالحةٍ.. تورقُ الأرضُ، ويزهرُ الملحُ.. هو الوطنْ… نَطفَةُ دَمٍ تسيلُ فوق جلمود صخرٍ يُخْضَوْضَرُ العشبُ، يُعْشَوْشَبُ الصخرُ، هو الوطنْ… خيطُ نجمةٍ مزروعٌ في أعماق البحرِ يتشرنقُ فوق أديمَ الموجِ فتسطعُ الآفاقْ… هو الوطنْ!.