بعد عملية غدر التكليف عقبات تعترض التشكيل والثنائي ينتظر ترجمة سلام أقواله إلى أفعال
بقلم محمد الضيقة
بات من المؤكد أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة بعد سلسة الأحداث التي حصلت بدءاً من طوفان الأقصى مروراً بالعدوان الصهيوني على لبنان ووصولاً إلى انهيار النظام السوري..
هذه التطورات إضافة إلى المتغيرات على المستوى الدولي خصوصاً مسألة صعود الأحزاب القومية المتطرفة في أكثر من بلد أوروبي والتي ستكون لها تداعيات على الإقليم بما فيه لبنان الذي يتلمس الطريق من أجل لملمة جراحه والتي حاول البعض توظيفها على صعيد تركيب السلطة بعد انتخاب رئيساً للجمهورية.
أوساط سياسية متابعة تابعت عن قرب التطورات الهادفة إلى تكوين السلطة، وصفت ما حصل بمسألة تكليف نواف سلام بتشكيل حكومة العهد الأولى وكأنه انتصار على محور المقاومة.
في حين أن الذي حصل هو عملية غدر غير مسبوقة من الحلف السعودي – الأمريكي، إلا أن هذا المتغير لن يبدل في المشهد شيئاً، فالثنائي الوطني يمتلكون من الأوراق المتنوعة فيما لو لجأوا إلى استخدامها قادرين على إجهاض هذه المؤامرة، وهم كما تقول هذه الأوساط سينتظرون مسألة التأليف لمعرفة ما إذا كان الرئيس نواف سلام سيلتزم بما أدلى به من القصر الجمهوري عقب التكليف لجهة مسألة اليد الممدودة لكل الأطراف والالتزام بإعادة إعمار ما دمره العدوان الصهيوني ورفضه مسألة إقصاء أو استبعاد أو حصار أي مكون، معتبرة هذه العناوين تتناقض بالمطلق مع ما حاولت بعض القوى بكافة تلاوينها السياسية من أن تكليف سلام هو هزيمة للثنائي الوطني.
وتضيف الأوساط أن محاولة واشنطن والرياض تركيب نظام سياسي جديد في لبنان مستفيدان من العدوان الصهيوني ومن انهيار النظام السوري هو محطة قد تستتبعها محطات أخرى في أكثر من منطقة، مستفيدين من الخلل الذي أصاب التوازنات في لبنان وفي المنطقة.
وأكدت الأوساط أن هذا المخطط الصهيو – أمريكي – سعودي يستهدف محور المقاومة في المنطقة أولاً وأخيراً، وبالتالي فإن قدرة هذا المحور على النهوض ولملمة صفوفه سوف يستطيع إفشال كل المشاريع التي تهدف إلى تسليم المنطقة للكيان الصهيوني وحلفائه.
واعتبرت الأوساط أن هناك قوى سياسية محلية تحاول الترويج أن ما حصل بالنسبة لعملية التكليف على أنه كارثة للمقاومة تُضاف إلى ما تعرض له أثناء العدوان الصهيوني المتواصل حتى الآن، هذا التوصيف – تؤكد الأوساط – ليس صحيحاً، بل على العكس فإن امتناع حزب الله عن المشاركة في الحكومة التي ستتشكل، ستحرم خصومه في الداخل من الشماعة لأن هدف هؤلاء كان تحميل الحزب المسؤولية له وحده مع شركائه عن كل ما يحصل من فساد وتبرئة فريق كبير من الفاسدين، وهذا الأمر تكرر في كل الحكومات التي شارك فيها الحزب.
ودعت الأوساط إلى قراءة ما صرّح به النائب محمد رعد من القصر الجمهوري لجهة أنهم سيتابعون ويراقبون أعمال الحكومة المقبلة وهذا الموقف يؤشر إلى أن هناك توجهاً لعدم المشاركة وترك هذا الفريق يحكم لنرى مستوى نجاحه في السياسة الخارجية وفي الدفاع عن لبنان وترجمة كل الشعارات التي رفعها نواف سلام إلى أفعال.