محليات

أزمة التأليف ستمتد لفترة قصيرة خلافات حول الحقائب بين القوات والتيار

بقلم محمد الضيقة

أوساط سياسية متابعة أكدت أن حزب الله ومن خلال أدائه في الأيام الماضية يتعايش مع هذه المتغيرات، إلا أن السؤال المهم يتعلق بقدرة الحزب في وضع آلية تتناسب مع طبيعة المرحلة المقبلة بكل تفاصيلها، خصوصاً أن هناك محاولات من بعض القوى السياسية المحلية ما زالت تصر على أن حزب الله قد تعرض لهزيمة على يد العدو الصهيوني، وبالتالي ترى أن هناك فرصة لتقليص نفوذه.

وأضافت الأوساط أن هذه القراءة لخصوم حزب الله لا تلامس الحقيقة أبداً خصوصاً مسألة اعتبارها أنه كان لها الدور الفاعل في إنجاز الاستحقاقين الرئاسة والحكومة، في حين أن الحقيقة وهي تعلم بذلك كان لواشنطن والرياض، حتى اللجنة الخماسية التي تحركت طوال أشهر لم يكن لها دوراً في هذا السياق، لافتة إلى أن خصوم حزب الله يحاولون استخدام ما حصل لتحقيق بعض المكاسب من خلال تأليف الحكومة أو في تركيب المؤسسات فيما بعد.

ووصفت الأوساط أن المناكفة السياسية التي يستخدمها خصوم الحزب تبدو واضحة في مسألة تأليف الحكومة، حيث قد لا تبصر النور قريباً، خصوصاً التنافس ما بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على وزارات ما تسمى بالسيادية، وفق هذه القواعد تقول الأوساط يستمر الرئيس المكلف في بذل مساعيه للتوفيق بين أكثر من وجهة نظر، الأمر الذي قد يدفع القوى الدولية إلى التدخل كما حصل بشأن الاستحقاقين من أجل إيجاد مساحة مشتركة تسمح بولادة الحكومة، لأن رئيس الجمهورية العماد جوزف عون كما تؤكد هذه الأوساط حريص على عدم تعطيل إنطلاقة العهد، وهو يعتبر أن تشكيل الحكومة الأولى قد يمثل نجاح عهده في إعادة بناء الدولة وانتظام مؤسساتها.

وحذرت الأوساط من المخاطر التي قد تنتج فيما لو لجأ الرئيس المكلف إلى عقد صفقات مع القوى الدولية والإقليمية المعنية على حساب أي تسوية مع القوى السياسية المحلية، لأن مثل هذا الخيار قد يجهض أي محاولة جدية إنقاذ ما تبقى من مؤسسات من الانهيار.

وسط هذه الخلافات القائمة بين المكونات السياسية الداخلية والتي تتقاطع مع تدخلات خارجية، ويبقى أن الثابت الوحيد هو مجلس النواب حيث الثقة منه وحده هو الذي سيسمح للحكومة بإبصار النور وحتى العمل لتنفيذ ما قد يتضمنه بيانها الوزاري، حيث من المتوقع كما تقول هذه الأوساط أن يشهد صراعاً بين المكونات السياسية الداخلية خصوصاً بين ما يسمى معارضة والتي تقودها القوات اللبنانية وبين الثنائي الوطني حول ما ورد في كل البيانات الوزارية السابقة بشأن القاعدة الماسية جيش وشعب ومقاومة لأن القوات اللبنانية وحلفائها وداعميها من الخارج سيرفضون أن يتضمن البيان الوزاري هذه الثلاثية، وبانتظار التأليف الذي قد يطول بعض الوقت يتحضر الثنائي الوطني وحلفائه  للتعاطي مع هذه المسألة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *