جذوة القلق..
بقلم غسان عبد الله
على سجَّادة الأيام أَرْمي جَذْوَةَ القَلَقِ..
ومِنْ أغوارِ ليلِ القلبِ أَنْبشُ وشْمَ داليةٍ تَحَدَّتْ غربتي بالصمتِ..
واْتّكَأَتْ على قضبانِ نافذتي لتحرسَ ضحكتي،
وتصونَ لي لغتي، وترقب عودتي في موكبٍ من نرجسٍ
يختال بينَ خمائلِ الأَلَقِ.
وأسئلتي!.. آهٍ منها!.. أَلُمُّ عن الدروبِ غبارَ أَسئِلَتي
وأُطلقُ في السهوبِ وعولَ أَخْيِلَتي..
وأَنتَشِلُ التفاصيلَ التي أَلْقَيْتُها من زورقي لمَا اْعتراني هاجسُ الغرَقِ..
أَتوقُ إلى معارجِ نجمةٍ كانتْ تَفيضُ عَليَّ أسراراً..
وأريجاً عابقاً.. وسحراً.. وليالٍ من سمرْ..
حين أفرشُ تحتها قلبي.. ومنذُ رَحَلْتُ عنها سَمَّرَتْ أوصالها في صَفحةِ الأفقِ..
وأَرشفُ من سماءِ الحارةِ الطينيّةِ..
الفرحَ الذي ما زالَ يَسبحُ في الهواءِ مُعَلَّقاً في ذيلِ طائرةٍ من الورقِ..
أزيحُ ستارةَ الضوضاءِ عن ترجيعِ أغنيةٍ تُرفرفُ حولَ رأسي عندما أغفو..
وتجري في عروقي حينما أطفو على حِمَمٍ من الأَرَقِ،
أًحَاوِرُ طيفَ وجهٍ لم يزلْ رغمَ الضبابِ يَبثُّني النجوى..
نسيماً عندَ مَطْلَعِ كلِّ فَجْرٍ.. أو شعاعاً حين تَرْفُلُ غيمةٌ بعباءَةِ الغَسَقِ..
أُحَلِّقُ في فضاءِ سَقيفَةٍ.. شَهِدَتْ حماقاتي
وأَخْفَتْ أوَّلَ الهمساتِ والضحكاتِ.. واْحتَفَظَتْ بسرِّ الوعد الأول في عُنُقي..
إلى ماذا أتوقُ؟؟
أتوقُ للحظةٍ يولَدُ فيها الحلُمُ من أريجِ زهرةٍ ترُشُّ عليَّ ضوءها،
فأكسرَ هذا الجليدَ المتربِّعَ على الصدرِ يؤرِّقُ روحيَ
ويتركني نهب احتضارٍ ونهب انتظارْ..
أتوقُ.. لبسمةٍ من طفلٍ ملاكٍ يحلُمُ بدُميةٍ تشيلُ عنهُ وجَعَ الدموعِ..
ونشيجَ الضلوعِ.. وتترُكُ لهُ باقةً أفراحٍ ممهورةٍ بعبق الأزهارْ..
أتوقُ لقلقٍ غيرِ القلقِ الذي يقتلُني.. قلقٍ يؤانسُ وحشتي.. في ليل الانتظارْ..
قلقٍ يضيءُ نوافذَ العمرِ بأسئلةٍ تُدرِكُ إجاباتِها في الروحِ التي تسكُنُني..
ثم تُعلنُ لحظةَ الأفولِ بدايةَ النهارْ.