عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 477

بقلم غسان عبد الله

نعاس‏

تثَّاءَبُ كفُّك أو تغفو‏ ما بين يديّْ‏.. والطّفلُ بإصبعكَ المشدوهِ يناغي‏ وتغنّي أوردتي لينامْ‏..‏ نم‏ واحلم‏ يا حبّة قلبي‏ فحداؤُكَ نسيانٌ ونعاسٌ‏.. والكفُّ‏ تهدهدُ إصبعها‏ والكلّ نيامْ‏..‏ نَمْ‏ واحلمْ‏ يا حبَّة قلبي‏ فالكلّ‏ نيامْ!!.

اشتعال

أنا خَشَبٌ صامتٌ‏ وانقسامٌ تحوَّل إلى ما لستُ أدري.. ومن حولي‏ قد يظلّ البياضُ بطيئاً‏ ودافئاً‏ ومذاباً كارتعاشةٍ.. ثم هذا الجفاف الصامت‏ حولني إلى اشتعالْ‏.. وإلى نشيدٍ يرتدّ كصخرة..‏ وإلى‏ صدى خائفٍ.. وإلى محاولةٍ تجيء على شكل قمر‏.

عصفور‏

أفنى العصفور جناحَيْهِ‏.. تعبَ المنقارْ‏ كي يبني العشَّ‏ على شَجَرَةْ‏..‏ ما انصاعَ لظلم الحارسِ‏ ما صرعته الرِّيحُ‏..‏ وحين بدا في آخرِ رحلة ثورتِهِ‏ وسما بعيونٍ منتصرَةْ‏.. وأتى للعشِّ‏ بفرحةِ عُمْرٍ.. طارَتْ أغصانُ الشَّجرةْ‍‍!!‏.

شاعر‏

القاعةُ ضِّيقَةٌ‏ وكثيراً كان الجمهورْ‏.. والشَّاعرُ فوق المنبر منفرداً‏ يُعمي عينيه ترابُ الأرضِ‏.. وفي دمه‏ تتخثّر كلُّ دماء العالم‏.. الشَّاعرُ يقرأُ كلَّ الأفكار‏ سوى ما يمكنُ أن يفهَمَهُ الجمهورْ‏.

ظلال‏

أطلقتَ صرخَتَكَ المهيبةَ‏ عبرَ صمتٍ من كلالْ.. ماذا تبقَّى.؟!!‏ ما الَّذي ترجوه‏ من أسفٍ مديدٍ‏؟!! شاقَ عمرَكَ‏ فاستحلْتَ‏ إلى ظلالْ‏.

تجربة

جرّب أن يكون لك أبعادُ ما‏ خارِجِ التاريخِ.. وإن لم تجد؟‏ فأمامكَ مرآةٌ فيها رياحٌ.. وقممٌ.. وإغماضةٌ.. فيها كلُّ شيءٍ..‏ حتى العصافير تزقزق في لبّها‏.. وعندما تحدّق بالأجوبةِ اتكئ‏ على ما يشبه المخبأ‏.. وانتظر جواباً خارقاً‏ وجرّب أن يكون لك‏ بعضُ الأبعاد‏ أو‏ بعضُ الضوء‏ خارج التاريخ!!‏.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *