انتصار المقاومة على العدو يصيب خصومها بالإحباط لا خلاف بين الثنائي وسلام والقوات هي التي تعرقل
بقلم محمد الضيقة
أسقط الثنائي الوطني وحلفاؤهم كل الرهانات وخطط العدو لإعادة هيمنته من خلال تغيير المعادلات والتوازنات الداخلية بين القوى السياسية اللبنانية عندما حاول ربط انسحابه من المناطق التي دخلها بنزع سلاح المقاومة، وعاونه في هذا المسعى بعض القوى السياسية اللبنانية..
إلا أن التحرك الشعبي لبيئة المقاومة وحلفائها رسموا واقعاً جديداً لا يمكن لأي قوة محلية أو خارجية تجاوزه حيث ثبت ورسخ هذا التحرك مجدداً القاعدة الماسية جيش وشعب ومقاومة.
أوساط سياسية أوضحت أن من راهن على ضرب هذه المعادلة من أجل إضعاف المقاومة سواء في الداخل أو الخارج قد أصيبوا بالخيبة وسقط منطقهم أمام مشهد البيئة الحاضنة وهي تتصدى باللحم الحي لقوات العدو المدججة بالسلاح، وتمكنوا على الرغم من الجراح التي أصابتهم من تحرير معظم بلداتهم بالتعاون مع الجيش بعد أن فتحوا له الطريق للدخول إلى هذه القرى.
واعتبرت الأوساط أنه كما كسر المجاهدون خلال العدوان الذي استمر أكثر من شهرين هيبة الجيش الصهيوني ومنعوه من التقدم وتحقيق أهدافه، حققت البيئة انتصاراً مزدوجاً بوجه العدو الصهيوني الذي اضطر للانسحاب رغماً عنه أمام إصرار الشعب الجنوبي، والانتصار الآخر هو ضد خصوم حزب الله والمقاومة في الداخل اللبناني. لافتة في هذا السياق إلى أن العدو كما خصوم الداخل سيلجأون إلى القيام باستفزازات خلال الفترة الفاصلة عن 18 شباط، الموعد المحدد لمهلة الانسحاب النهائي من جنوبِ لبنان، وذلك من التغطية على مشهد الانتصار الذي حققته بيئة المقاومة وحلفائها، مؤكدة أنه قد تشهد اعتداءات صهيونية مشابهة لما حصل في النبطية في الأيام الأخيرة.
ودعت الأوساط إلى من لم يفهم من القوى السياسية وخصوصاً القوات اللبنانية وحلفاؤها إضافة إلى من يسمون أنفسهم بالتغيريين أو السياديين أن يقرأوا جيداً ما حصل في الجنوب من أن هذه المقاومة لم تهزم وأن بيئتها ما زالت تمثل الحاضنة المتمسكة بالمقاومة، وهي على استعداد لتقديم ما يلزم من أجل بقائها واستمرارها.
وأكدت الأوساط أن المواقف السياسية لرموز الحزب في الآونة الأخيرة قد أعطت ثمارها المرجوة إن لجهة توجيه الرسائل إلى من يعنيهم الأمر سواء في الخارج أو الداخل، ولجهة رسم خطوط حمراء أمام هؤلاء الخصوم من الصعب تجاوزها، وهذا ما بدا واضحاً في مسألة تأليف الحكومة حيث تبدل المشهد جذرياً بين ليلة وضحاها، وأصيب الخصوم بإحباط بعد أن فشلوا في تحقيق ما كانوا ينوون عليه لجهة إقصاء حزب الله عن المشاركة في الحكومة، هذا الفشل – تقول هذه الأوساط – هو الذي يؤخر عملية التأليف حيث القوات اللبنانية وحلفاؤها هم الذين يعرقلون إبصار الحكومة النور، خصوصاً في ظل خلافاتهم مع التيار الوطني الحر حول حصة كل طرف في الحكومة المقبلة.
لافتة في هذا السياق إلى أن كل ما يحكى عن توتر في العلاقات بين الثنائي الوطني والرئيس المكلف لا يعدو كونه حملات إعلامية وسياسية للتغطية على الشروط التي تضعها القوات على نواف سلام وإبعاد الشبهة عنها، وتحميلها للثنائي كما جرت العادة في كل العقود الماضية.
وأكدت الأوساط أنه لا يوجد أي خلاف بين الثنائي والرئيس المكلف في الموضوع الحكومي، ولكن الخلاف حول الحصص هو بين القوات والتيار ورئيس الجمهورية، خصوصاً في مسألة الحقائب السيادية، إضافة إلى خلافات بين سلام والكتل النيابية السنية لجهة توزيع الحقائب ونوعها لكل منهما.
