عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 478

بقلم غسان عبد الله

يا أنت

عبثاً تطاردُ روحَكَ المنخورةَ بالخرابِ وبالجنون، فَقَدَتْ براءتَها هذه الروحُ.. نَزحَ الضياءُ منها واعتراها الذُّهول.. هدَّها البردُ.‏. وأضناها الفزعُ..‏ والمدى من حولِها حيثُ استدارتْ، جثثٌ، ومقابرُ رمليةٌ، ودمٌ.‏. فتجعّدَتْ.‏. وانحنى ظهرُها كالصّدى.‏. وتناثرتْ مِزَقَاً في منافي التِّيهِ والألم.‏

هم وأنا

تباً لكلِّ الأشياءِ التي نخافُ منها.. ولتذهبْ للجحيمِ كلُّ تلك الأشياءِ التي نخافُ عليها.. وسحقاً لكلِّ المساءاتِ.. تلك التي حَمَلَتْهم إلى قلبي.. وتلك التي رَحَلَتْ بهم بعيداً، هناك.. حيثُ لا أنا إلا هُم!.

حقيقة المطر

المطرُ له أكثرُ من شكل.. ربما لا يزالُ البعضُ يعتبِرُهُ الماءَ الذي يأتي من السّماءِ وتكرهُهُ الشوارعُ ويبغُضُهُ أُمناء المدن!.. لكني أعتقدُ أنّ المطرَ همْ أناسٌ يهطلونَ ويبلّلونَ قلبيَ الوحيدَ و”أزعلُ” منهم لأنهُ ليسَ لديّ قلبٌ آخر!!.

هَيْتَ لك

أكتبُ كلاماً قبيحاً.. وأُضيفُ إليهِ بعضَ الألوانِ ليبدوَ جميلاً!.. وأغرقُ في لذّةِ البردِ.. فالشايُ ساخنٌ.. ومساءاتُ القهوةِ تصرخُ “هَيْتَ لك” عد إلى فراشك.. فالبردُ لا يُحْتَمل!.

ليكن ما تشاء

أيها العابرُ “تهزأُ” بي.. وتلوكُ حزني وترميهِ تحتَ أقدام المارّة.. ها أنا أكتُبُ الأحرفَ الأولى من اسمي الجديد.. وسأُكملُ تلك الأحرف.. وأَزيدُ عليها أسماءَ حزني.. وليكنْ حزني الأخير.. وليكن يومي الأخير.. وليكن ما تشاء!.. سأكتب في السطر الأول من “سيرتي” الجديدة.. “كنتُ هنا إنساناً يقتاتُ الصّدقَ حتى ماتَ كذباً.. ورحلتُ من هنا لأبحث عني!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *