محليات

بعد اعتماده على دعم دولي وإقليمي تمسك سلام بأجندته يحبط القوى المسيحية وتلجأ إلى العرقلة

بقلم محمد الضيقة

هذا الأمر وضع الرئيس المكلف أمام خيارات صعبة عجز حتى الآن في حل لغز أحجية المشهد السياسي اللبناني بطوائفه وأحزابه، والسياديين الذين قاتلوا من أجل تكليفه هم ذاتهم الذين يعرقلون عملية التأليف.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن الكتل النيابية والتغييرين الذين قاموا بتسمية نواف سلام يعيشون في مناخ من الإحباط والغضب بحجة وذريعة أنه لم يلبِ طلباتهم وعدم التماهي معهم لجهة اعتبار أنفسهم أنهم حققوا انتصاراً على الثنائي الوطني، واعتبروا تكليفه يندرج في سياق استكمال الهجوم على حزب الله وصولاً إلى استبعاده من الحكومة، إلا أن الرئيس المكلف فاجأهم بأنه قارئ جيد للساحة السياسية اللبنانية ويعرفها عن كثب، على الرغم من ابتعاده زمناً طويلاً عنها ويعلم أهداف الذين سموه من الكتل والمستقلين، وهي تندرج في سياق الحملات المتواصلة على حزب الله وحلفائه، لكن المفاجأة كانت حسب هذه الأوساط أنه تم التفاهم مع الثنائي الوطني بسلاسة فاجأت خصوم هذه البيئة، الأمر الذي دفعهم وخصوصاً القوات اللبنانية التي أصيبت بخيبة كبيرة مع حلفائها إلى وضع العصي في عجلة التأليف من خلال رفع وتعقيد شروطها حتى وصل بها الأمر أن تهدد بعدم منح الثقة للحكومة في حال تأليفها وتقديمها لمجلس النواب.

وأضافت الأوساط أنه إضافة للقوات برزت أكثر من عقدة بدءاً من التيار الوطني الحر ومروراً بالكتل السنية، الاعتدال الوطني والتوافق الوطني التي يرأسها فيصل كرامي وصولاً إلى حزب الطاشناق.

وكما يبدو – تقول الأوساط – أن بروز هذه العقد وضعت الرئيس المكلف في مناخ لا يُحسد عليه، فهو كلما حل عقدة برزت أمامه عقد لم يكن يحسب لها حساب، خصوصاً من الأطراف التي سمته، الأمر الذي سيؤخر إلى فترة ليست قصيرة مسألة صعود الدخان الأبيض، هذا التأخير – تؤكد الأوساط – سيكون على حساب لبنان كدولة ومؤسسات وخصوصاً مسألة إعادة إعمار ما هدمته الآلة الصهيونية في الجنوب والبقاع والضاحية، كما أن لهذا التأخير تداعيات سلبية على انطلاقة العهد، حيث ينتظر الرئيس جوزف عون مسألة التأليف للشروع في العمل لتنفيذ ما ورد في خطاب القسم.

وأكدت الأوساط أن سلام يواصل نقاشه مع كل القوى السياسية وهو وفق أجندته التي أعلنها منذ اليوم الأول ويسير عليها ولا يهمه إلا التنسيق مع رئيس الجمهورية، هذا الأداء من الرئيس المكلف قد أحبط القوات اللبنانية وحلفاءها، إضافة إلى نواب ما يسمى بالتغيير بعد أن تصرفوا في الأيام التي أعقبت التكليف بأنهم منتصرون وراهنوا بأن تكون لهم اليد العليا في تشكيل الحكومة بالنيابة عن سلام، إلا أنهم صُدِموا بعد أن وجدوا أن نواف سلام ليس سهلاً وليس فريسة، وأظهر قدرة كبيرة على التمسك بمواقفه على الرغم من العقبات التي افتعلها هؤلاء أمامه، وهو قادر كما تؤكد هذه الأوساط على تجاوزها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *