حول مشروع ترامب لتهجير سكان غزة
تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
لا ندري ما الذي يحتاجه حكام الدول العربية والإسلامية، أوضح مما أعلنه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب فيما خص مشروعه للمنطقة بشكل كامل، فهو دعا بحضور المجرم بنيامين نتنياهو لتهجير سكان غزة وتوطينهم بشكل دائم في الأردن ومصر، ويريد تدمير كامل القطاع لبناء مشروع سياحي على أنقاضه كشاطئ الريفييرا كما يقول، وأعلن بشكل واضح أنه يريد من هذه المرحلة من وقف إطلاق النار إخراج جميع الرهائن وتحقيق الأهداف الثلاثة التي وضعها الكيان الصهيوني للحرب في غزة، فهل هناك عبارة أوضح من هذه حتى يعلن حكام الدول العربية خاصة مصر والأردن عن خطة لمواجهة هذا المشروع وإجهاضه في مهده، ويسعى دونالد ترامب أيضاً لأن يعقد معاهدة سلام بين المملكة العربية السعودية والكيان الصهيوني، مبنية على التخلي الكامل عن المطالبة بدولة فلسطينية مستقلة، كما هي مبادرة الملك عبدالله للسلام، إن الشعوب العربية الإسلامية تتوقع من حكامها أن يدافعوا عن كرامة الأمة وعزتها ويُسقطوا هذا المشروع الجهنمي، ولكن آمالهم دائماً ما كانت تخيب، وأثبتت التجارب العملية أن الحل الوحيد هو بنهضة الشعوب والمقاومة كسبيل وحيد لتحقيق أهداف الأمة واستعادة الحق السليب في فلسطين.
وفي لبنان يستمر العدو الصهيوني بممارسة غطرسته على الشريط الحدودي، وتمتد يده الأثمة إلى أبعد من ذلك، وسط صمت دولي مشبوه ومريب وتأييد أمريكي لهذه الأعمال وهو بالأمس قام بعملية إنزال مسرحية من دون هدف سوى تكريسه لحرية الحركة في البر أيضاً كما في الجو والبحر، وكان من المفترض من قوات الجيش اللبناني التصدي لهذا الإنزال، ولكن الظاهر أن هناك من يريد العودة بلبنان إلى صيغة قوة لبنان في ضعفه، واللجوء إلى حائط المبكى في الأمم المتحدة التي لا تحرك ساكناً بل تغطي أعمال الصهاينة، في حين أنه لم يكن يجرؤ سابقاً عن التقدم سنتيمتراً واحداً داخل الأراضي اللبنانية بسبب أن المقاومة تكون بانتظاره وتدمر آلياته المتقدمة وتقتل جنوده المقتحمين، وهذا يعني أنه في حال استمر العدو الصهيوني باعتماد هذه الصيغة من الانتهاكات لقرار وقف إطلاق النار، أن تعود المقاومة لممارسة دورها كسبيل وحيد لحفظ كرامة وعزة هذا الوطن.
إننا في تجمع العلماء المسلمين ومواكبة للأحداث الجارية في المنطقة بشكل عام ولبنان بشكل خاص، نعلن ما يلي:
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إعلان أستراليا فرض عقوبات على الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، ما يثبت أنها دولة تابعة ومنصاعة لإرادة الإمبريالية العالمية، وعلى رأسها الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، ويؤكد التجمع أن هذه القرارات لن تثني المقاومة ولا أمينها العام عن الاستمرار في أداء واجبها تجاه تحرير الأرض من رجس الاحتلال الصهيوني.
ثانياً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين إعلان وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن دولة قطر ستكون حاضرة بملف إعادة إعمار لبنان، هو دليل على التضامن العربي في مواجهة الأزمات، وهذا ما عودتنا عليه دولة قطر التي شهدنا كيف تعاملت مع إعادة البناء في العام 2006 عقب الاعتداءات الصهيونية الغاشمة، وهذا ما نتوقعه منها اليوم، فشكراً قطر.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين مواقف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب في موضوع غزة، وإعلانه أنه يسعى لإخراج أهلها منها وتهجيرهم باتجاه الأردن ومصر، وهذا يشمل أيضاً الضفة الغربية وإعلانه بكل وقاحة وصلافة وعنجهية وغطرسة عن أنه يعمل لتحقيق الأهداف الثلاثة التي وضعها الكيان الصهيوني للحرب في غزة، ما يؤكد ما أعلناه سابقاً في أكثر من مناسبة من أن الحرب هي شكلاً مع العدو الصهيوني، ولكنها حقيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
رابعاً: ينظر تجمع العلماء المسلمين بعين الارتياح لما أعلنته الخارجية السعودية عن أنها تشدد على رفض المساس بحقوق الشعب الفلسطيني، سواء عبر الاستيطان أو ضم الأراضي أو السعي لتهجيره، ونتمنى أن تمارس الضغوط العملية على الولايات المتحدة الأمريكية لمنعها من تحقيق هذه الأمور، وعدم دفع سنت واحد لها، لأنها ستصرفها في تقديم مساعدات للكيان الصهيوني لتقتل شعوبنا، كما أعلنت بالأمس عن تقديم أسلحة بمليار دولار لها تتضمن قنابل ضخمة تستعمل لتدمير المباني على رؤوس العرب في كل بلدانهم.
