نشاطات

104 أيام على حرب غزة

مواكبة للتطورات في فلسطين المحتلة والجنوب اللبناني وكل دول المحور أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:

نحن في اليوم الرابع بعد المئة من العدوان على غزة ولم يستطع العدو الصهيوني أن يحقق أي من أهدافه، وبالعكس فإنه بدأ بالتفكير في كيفية الخروج من المأزق، ومكابرة نتنياهو والمتطرفين معه لن تنفع في التغطية على الحقيقة، وها هي القوات الصهيونية تنسحب فرقة وراء فرقة، ومن تبقى منها يتعرض لوابل من نيران المقاومة، وقد ثبت بالدليل القطعي أن المقاومة خرجت إلى الشوارع بلباسها وتجهيزاتها العسكرية التامة بعد خروج العدو الصهيوني، مما يعني أنه لم يستطع القضاء على المقاومة حتى في المناطق التي احتلها، وهذا يعني ليس فقط صعوبة القضاء على حركة حماس أو المقاومة بشكل عام بل استحالة ذلك، وعلى العدو الصهيوني أن يفكر جدياً بأنه لا حل إلا بالانسحاب الكامل من قطاع غزة وفك الحصار عنها والذهاب نحو مفاوضات غير مباشرة لإطلاق سراح أسراه، وكلما أخر يوماً إضافياً فإن هؤلاء الأسرى يتعرضون للقتل بواسطة نيرانه الغاشمة التي لا تميز بين مقاوم وبين مدني وبين أسير.

إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ نوجه تحية إكبار وإجلال للشعب الفلسطيني البطل الذي رغم كل المآسي التي يعاني منها، ورغم كل المجازر التي ارتكبت بحقه ما زال صامداً ومصراً على البقاء في أرضه ورافضاً للخروج منها في تهجير جديد يؤدي إلى القضاء على القضية الفلسطينية، ونستنكر في نفس الوقت الموقف العربي المتخاذل من هذا الإجرام الصهيوني الذي باتت معه هذه الدول وهؤلاء الحكام شركاء في الجرائم والمجازر.

إننا في تجمع العلماء المسلمين نعلن ما يلي:

أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين الزيارات التي يقوم بها الموفدون الدوليون وخاصة زيارة الموفد الأميركي من أصل صهيوني أموس هوكشتاين، والذي طلب بحسب ما أُعلن عبر وسائل الإعلام أن يتم سحب قوات الرضوان إلى ما بعد سبعة كيلو متر من الحدود، وكان رد دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري رداً قوياً وحاسماً، ونحن نهنئه على هذا الموقف الذي عودنا عليه دائماً، إن المقاومة هي جزء من الأهالي بل هي الأهالي، وبالتالي الطريقة الوحيدة لإبعاد المقاومة هي إبعاد الأهالي وهذا لن يحصل أبداً.

ثانياً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للشعب اليمني البطل على إصراره على الوقوف في وجه أعتى قوتين في العالم واللتان يرجع إليهما كل المآسي التي حصلت في أمتنا وهي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، ونعتبر أن تصنيف الولايات المتحدة لأنصار الله بأنها حركة إرهابية هي تعمية، بل هي وسام على صدرها لأن رأس الإرهاب في العالم الولايات المتحدة الأمريكية عندما تعتبر حركة أنصار الله حركة إرهابية فهذا يعني أنها حركة مقاومة شريفة مقاتلة، فكل التحية لحركة أنصار الله وقائدها.

ثالثاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لأبطال المقاومة الإسلامية في فلسطين عامة وفي الضفة الغربية خاصة على المواجهات البطولية التي يخوضونها في الضفة الغربية خاصة في طولكرم، حيث تمكن مجاهدو سرايا القدس من تفجير عبوة بجرافة للاحتلال بشكل مباشر وسط مخيم نور شمس ما أدى إلى وقوع من فيها بين قتيل وجريح، مما يعني أن هذه الحرب لن تقتصر على غزة بل هي ستعم الضفة أيضاً، ولعلها فيما لو تطورت تعم كل فلسطين بما فيها أراضي الــ48.

رابعاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن من حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تدافع عن أهلها وشعبها وعن أمنها، وأن من حقها أن تنال من كل قوة أو من كل جماعة أو من كل حزب أو من كل تنظيم يسعى للقيام بعمليات إرهابية داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتالي فإن الحل الأنسب هو أن تحصل مفاوضات فيما بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول الجوار من أجل وضع خطة لاستئصال الحركات الإرهابية التكفيرية في البلدان التي تتخذ فيها هذه الحركات مقراً ومعسكرات، وليس من المقبول أن يُقال للجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يحق لك أن تعتدي على سيادة بلد ما، في حين أن الاعتداء يأتي من هذا البلد، والبلد والحكومة يسكتون عن التعامل مع هذا الخطر، وبالتالي ينحصر الحل ساعتئذ بأن تتولى إيران الحفاظ على أمنها، وهذا حق لها ومن ضمن الحقوق العامة للدول والمسؤولية، بل الواجب على حكومات الدول القيام به عندما يتعرض أمنها للخطر والحمد لله.