حول عملية رعنانا
عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الأسبوعي وصدر عنها البيان التالي:
دخلنا في اليوم الواحد بعد المئة من العدوان على غزة وما زال العدو الصهيوني يتخبط في هذا العدوان، فهو لا يستطيع الخروج من المعركة، لأن ذلك يعني الهزيمة المنكرة، حيث أنه لم يستطع طوال هذه المدة الطويلة من أن يحقق أي هدف من أهدافه، بل إن المقاومة البطلة في غزة استطاعت أن تذيقه ألوان العذاب وأن توقع في صفوفه العدد الكبير من القتلى والجرحى، وأن تدمر بحسب ما أعلن أبو عبيدة، مئة وعشرة آلية من آلياته، وكذلك استطاعت هذه المقاومة البطلة أن توقع في صفوفه المئات من القتلى والجرحى، وهو وإن كابر بعدم الاعتراف بذلك، إلا أن المشاهد التي تُنقل من خلال الإعلام الحربي في كتائب القسام وسرايا القدس والفصائل المقاتلة الأخرى تثبت كذبه وتثبت الفشل الذي وقع به هذا العدو المتغطرس، وبنفس الوقت دخل العدو أيضاً بعد الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا عليه في محكمة العدل الدولية في مأزق آخر، إذ أنه لأول مرة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني هناك دعوى مرفوعة عليه بجرم الإبادة الجماعية، وبالتالي بغض النظر عن صدور قرار عن هذه المحكمة أو عدم صدور القرار، فنفس وقوف الكيان الصهيوني متهماً ذليلاً أمام هذه المحكمة كافٍ في إثبات همجية هذا العدوان أمام العالم، لقد أثمرت عملية طوفان الأقصى نتائج مهمة وكبيرة على صعيد الصراع مع العدو الصهيوني، لقد أدخلت هذا العدو في مأزق هو بداية النهاية له، وبداية زوال الكيان الصهيوني عما قريب بإذن الله، وذلك بفضل تكاتف محور المقاومة وانخراطه في الصراع مع العدو الصهيوني من عدة جبهات في اليمن، في العراق، في سوريا، في لبنان، وإن كانت بعض الجبهات ما زالت مغلقة إلا أنه سيأتي اليوم الذي تُفتح به كل الجبهات، وسيكون ذلك اليوم هو بداية زوال الكيان الصهيوني.
إن الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين وبعد تدارسها للوضع المستجد على الساحة بعد عملية طوفان الأقصى، وبعد دخولها في اليوم الواحد بعد المئة، تعلن ما يلي:
أولاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن تهديد الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول الاستكبار العالمي للبنان بأن الكيان الصهيوني سيدخل في حرب مباشرة وسيجتاح لبنان هو دليل واضح على الهزيمة المعنوية التي وصل إليها هذا الحلف الشيطاني، وبالتالي فإن الرد سيكون بليغاً من خلال جهوزية المقاومة واستعدادها لمواجهة هكذا اجتياح فيما لو فكر وغامر العدو الصهيوني بذلك، ولعله سيكون بداية النهاية للكيان الصهيوني.
ثانياً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لبطلي عملية الدهس في رعنانا شمال شرق تل أبيب، والتي أدت إلى مقتل مستوطنة وإصابة واحد وعشرين، بعض الإصابات ميؤوس منها، وهذا إن عبّر عن شيء فإنه يعبر عن أن أهل فلسطين كل فلسطين هم مع المقاومة ومع إنهاء هذا الكيان الصهيوني الغاصب وهم بالسلاح البسيط، بالسكين وبالدهس يقومون بالتعبير عن رفضهم لهذا الكيان ومناصرتهم لغزة.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين، قيام بعض المجموعات المسلحة المرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية والتي تدعي نسبتها للإسلام بالهجوم المسلح على أحد النقاط العسكرية لقوات الأمن العراقية على طريق بيجي غرب الأنبار ما أدى لاستشهاد ثلاثة جنود، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على وحدة المسار والمصير بين الجماعات التكفيرية الإرهابية والكيان الصهيوني مدعومين من الولايات المتحدة الأمريكية.
رابعاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن الوقت قد حان لكي تقوم الدول العربية والإسلامية بأداء واجبها في الإعلان عن موقف واحد عملي لا مجرد بيان يصدر عن اجتماع وتتخذ هذه المجموعة قرارا ًبفتح الحدود مع غزة وإيصال كل المساعدات التي ما زالت موجودة على الحدود، وتقوم السلطات المصرية بمنع دخولها تحت حجة اتفاقية لا قيمة لها مع العدو الصهيوني، إن الوحدة العربية والوحدة الإسلامية هي التي يجب مراعاتها في هكذا أمر، والعمل على دعم الشعب الفلسطيني في صموده وفي معركته، وهذا هو تكليف كل الشعوب وتكليف كل الدول وتكليف كل الحكومات، ومن يخرج عن هذا التكليف فهو ليس بعربي ولا بمسلم، والحمد لله رب العالمين.