أربع محطات سترسم موقع لبنان في الإقليم المنطقة بين جنون نتنياهو وغرور ترامب
بقلم محمد الضيقة
وسط إصرار العدو الصهيوني على عدم الانسحاب من بعض القرى التي ما زال يحتلها ويدعمه في مسعاه هذا الولايات المتحدة الأمريكية من خلال نائبة مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى المنطقة، شرعت الحكومة في رحلة تهدف إلى إحداث تغيير وإصلاح ومواجهة الأزمات التي يعاني منها لبنان وهي بالعشرات وتحتاج إلى جهود جبارة من أجل إيجاد حلول لها، وهذه الحكومة قد تكون قادرة على إحداث بعض الإصلاحات إذا ما تركت لشأنها وتحررت من ضغوط واشنطن والرياض الذين يسعون لتنفيذ أجنداتهم على الساحة اللبنانية والتي تتلخص بحصار المقاومة وتقليص نفوذ حزب الله.
أوساط سياسية أوضحت أن هذا الشهر قد يكون مصيرياً بالنسبة للبنان باعتبار أنه يتضمن أربع محطات مهمة جداً وشكل التعاطي مع هذه المحطات سيؤشر إلى الاتجاه التي سترسو عليها الأمور في لبنان.
المحطة الأول، وهي البيان الوزاري التي بدأت لجنة شُكلت من أعضاء الحكومة للشروع في كتابته، وتوقعت الأوساط أن تكون صياغته سلسلة وسهلة باعتبار أن السقوف العالية التي رفعتها بعض القوى السياسية ضد المقاومة قد تبددت، لافتة إلى أن اللجنة المكلفة ستعتمد نصوصاً وطنية جامعة في القضايا الأساسية والتي هي موضع خلاف بين القوى السياسية، كقضية الاحتلال الصهيوني والابتعاد في الوقت ذاته عن العناوين الخلافية، كمسألة سلاح المقاومة التي سيتم نقاشه في المستقبل على طاولة حوار وطني، هذا في حال انسحبت قوات الاحتلال من الأراضي اللبنانية المحتلة والاتفاق على النقاط الثلاثة عشر التي ما زالت مدار خلاف مع العدو.
المحطة الثانية، مسألة انسحاب العدو الصهيوني من الجنوب، حسب ما هو مقرر في العشرين من الشهر الجاري، حيث تؤكد هذه الأوساط أن قضية الجنوب تبقى مفتاح للحرب والسلم، ليس في لبنان فقط بل في المنطقة، وهذه المعادلة ثابتة لم تتبدل رغم العدوان البربري الصهيوني وما تعرض له حزب الله لم يؤثر على بنيته العسكرية والتنظيمية بل على العكس من ذلك تماماً تقول الأوساط وهذا ما كشفته مسألتي انتخابات رئاسة الجمهورية ومسألة تأليف الحكومة حيث فشل كل الخصوم في تحقيق أي هدف من أهدافهم إقصاء الحزب عن السلطة.
وتشير الأوساط في هذا السياق أنه إذا لم تنسحب إسرائيل في الموعد المقرر هذا يعني أن المقاومة ستبقى بكل أوجهها الشعبية والعسكرية.
المحطة الثالثة، وهي مناسبة الرابع عشر من شباط، فهي قد تكون مفصلية لتحديد الأحجام بين المكونات السياسية، خصوصاً لجهة لمن القرار في الساحة السنية، وبإنتظار ما سيقول الرئيس سعد الحريري في الحشد الشعبي الذي جهد أمين عام التيار أحمد الحريري ليلاً نهاراً من خلال زياراته التعبوية لكل المناطق اللبنانية حيث البيئة التي كانت تحضن التيار الأزرق، والسؤال هنا هل حان الوقت لعودة التيار لممارسة نشاطه السياسي؟ وهل أن السعودية رفعت الحظر عن زعيم التيار؟ أسئلة لا يملك جوابها سوى الأيام التي ستلي المهرجان، هل سيبقى سعد الحريري في لبنان؟ أم سيعود إلى الإمارات؟!
المحطة الرابعة، في الثالث والعشرين من شباط، فهي ستكون رسالة ليس للداخل اللبناني فحسب، بل لكل الإقليم ولكل العالم من أن حزب الله ما زال في أوج قوته، ومن أن جمهور المقاومة ما زال على حاله، بل بات أكثر تمسكاً بالمقاومة رغم حجم الخسائر من الشهداء والجرحى والدمار، حيث توقعت الأوساط أن يكون الحشد مليونياً وسيقلب رأساً على عقب كل البروباغندا التي شاركت فيها قوى سياسية لبنانية إلى جانب الرياض وواشنطن عن أفول نجم حزب الله ومقاومته.