صنعاء تشاطر بيروت الحزن الكبير على الأمينَيْن
بقلم نوال النونو
لا حديث عند الأحرار في العاصمة اليمنية صنعاء هذه الأيام سوى عن الشهيدين الأقدسين الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، والشهيد هاشم صفي الدين، وكم تمنى الكثيرون أن يكونوا حاضرين في التشييع المهيب الأحد القادم للبكاء وتوديع الأمينَيْن.
لا يستطيع اليمنيون وصف كمية الحب لشهيد الإنسانية السيد حسن نصر الله، فهو في وجدانهم منذ سنوات كثيرة، ومنه وكانوا يستمدون العزيمة والكفاح والصدق والشجاعة، بل إن كل يمني يعتبر سماحة الأمين العام لحزب الله الشهيد الأسمى حسن نصر الله المثل الأعلى في هذا الزمن المليء بالكائنات المنبطحة والذليلة، وهذا ما يؤكده الكاتب والإعلامي اليمني ضرار الطيب.
ويقول الطيب عن الشهيد حسن نصر الله: “هناك مكانة خاصة واستثنائية جداً لحزب الله وقيادته العظيمة في قلوب اليمنيين ووعيهم، حتى أننا بمعنى ما نعتبر أننا ننتمي إلى الحزب والى قيادته“، لافتاً إلى أن التأثير واضح وكبير لحزب الله وقيادته في أدبيات المشروع القرآني الذي قدمه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي والذي اعتبر أن حزب الله هم سادة مجاهدي الأمة، وبالتالي فهم النموذج الأكمل الذي يتطلع إليه اليمنيون في مسيرتهم الجهادية. ويضيف الطيب: “بحكم هذا، فإن شهادة سماحة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، هي بالنسبة لنا أكثر من مجرد حدث صعب.. إنها محطة فاصلة وحساسة، فنحن معنيون بشكل مباشر بالتعامل معها بمسؤولية ووعي، وبما يضمن الوفاء العملي لجهاد، وعمل ومسيرة حياة الشهيدين العظيمين، حتى لا يصبح التفاعل العاطفي هو كل ما تبقى من انتمائنا لهما“.
ويواصل: “هناك طبعاً تأثر هائل واستثنائي على المستوى العاطفي والوجداني لدى اليمنيين فيما يتعلق بشهادة سماحة السيد حسن نصر الله بسبب العلاقة الخاصة جداً معه والتي تعمقت إلى حد لا يوصف من خلال موقفه الخالد والفريد في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي على اليمن“، معتقداً أن الكلام وحده في هذا الجانب سيكون عاجزاً عن البوح بكل ما نشعر به، منوهاً إلى أن الموقف الشجاع الذي اتخذه السيد القائد عبد الملك الحوثي بشأن مساندة لبنان أثناء العدوان الصهيوني، وتأكيد الوقوف الكامل مع حزب الله في أي تطور قادم هو أفضل إطارٍ معبّر وجدانياً وعملياً عما يشعر به اليمنيون.
ويرى أن هذا الموقف يعكس حقيقة تماسك واستمرارية مشروع المقاومة بعد شهادة قيادة حزب الله، ويؤكد أن الزرع قد أثمر بالفعل، وأن ما أنجزه سماحة السيد حسن وقادة الحزب، هو أمانة سيرعاها اليمنيون كما سترعاها المقاومة الاسلامية في لبنان، وحق رعايتها لضمان تحقيق الانتصار الكبير الذي كانت هذه التضحيات الغالية ثمناً له.
الخسارة لا تنهي نهاية المسيرة
في صنعاء ترفع لوحات عملاقة في معظم الشوارع للشهيدين نصر الله وصفي الدين، وصنعاء كلها تشاطر بيروت الحزن، وتلبس ثوب الحزن، فما أصاب حزب الله أصاب كل يمني، وما أحزن لبنان يحزن اليمن، وغياب الشمس في بيروت يجعل صنعاء تسكن في الظلام الدامس، وهذه العلاقة المتجذرة بين البلدين، عززتها علاقة الود والمحبة والألفة بين اليمن وسماحة الأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصر الله، وكل القادة الأحرار في الحزب.
ويقول الناشط السياسي والإعلامي اليمني محمد صالح حاتم إن السيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين هما رمزان للصمود والثبات في وجه الهيمنة والاستكبار العالمي، موضحاً أن دور المقاومة اللبنانية، بقيادة حزب الله، لم يكن مقتصراً على لبنان وحده، بل تجاوز الحدود ليصبح مصدر إلهام لكل الأحرار في العالم، وفي مقدمتهم الشعب اليمني، الذي يخوض معركته الخاصة ضد العدوان والحصار منذ سنوات.
ويشير إلى أن السيد حسن نصر الله هو القائد الذي يجسد معاني الإخلاص والصدق والوضوح في الموقف، وهو الصوت الذي حمل قضية الأمة على عاتقه، ودافع عن المستضعفين دون تردد أو حسابات سياسية ضيقة، وكان دائماً مناصراً لقضيتنا العادلة، وقد أعلن موقفه بكل صراحة من أول يوم للعدوان على اليمن، رافضاً الظلم، ومؤكداً وقوفه إلى جانب اليمن في مواجهة العدوان والحصار.
أما الشهيد هاشم صفي الدين – كما يقول حاتم – فقد كان عقلاً استراتيجياً ومهندساً للعديد من تحركات المقاومة، ورجلاً لم يعرف التهاون في حماية مسارها وتعزيز قوتها، وكان امتداداً طبيعياً لخط الصمود والتحدي، وساهم في بناء رؤية المقاومة بعيدة المدى، والتي لم تكن يوماً قائمة على الأفراد، بل على المبادئ والقيم الراسخة.
ويؤكد أن رحيل القادة الكبار قد يكون خسارة، لكنه لا يعني نهاية المسيرة، بل بداية مرحلة جديدة من الصمود والتطور، فالمقاومة ليست قائمة على الأفراد بقدر ما هي قائمة على نهج ورؤية واستراتيجية، وقد أثبتت التجارب أن كل قائد يغادر الميدان يترك خلفه مدرسة متكاملة من الفكر والالتزام والكادر الذي يواصل الطريق.
ويؤمن حاتم بأن المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى، سواء في لبنان أو فلسطين أو اليمن أو أي ساحة مواجهة أخرى، وذلك لأنها لم تعد محصورة في إطار جغرافي واحد، بل أصبحت حالة عامة تمتد في وجدان الشعوب وتنتقل من جيل إلى جيل، وإن أي أمة يستشهد قادتها فإن النصر حليفها، وإن دماء شهداء المقاومة هي من ستعجل بزوال الكيان الصهيوني.
وتعد شهادة سماحة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، بالنسبة لليمنيين أكثر من مجرد حدث صعب، فهي محطة فاصلة وحساسة، واليمنيون متأثرون بها ليس على المستوى العاطفي والوجداني فحسب، وإنما على كل المستويات.
ويوضح حاتم أن اليمنيين فيما يتعلق بشهادة سماحة السيد حسن نصر الله، وبسبب العلاقة الخاصة جداً معه، فقد تعمقت العلاقة إلى حد لا يوصف من خلال موقفه الخالد والفريد في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، معتقداً أن الكلام وحده في هذا الجانب سيكون عاجزاً عن البوح بكل ما نشعر به.
ويعكس هذا الموقف حقيقة تماسك واستمرارية مشروع المقاومة بعد شهادة قيادة حزب الله، ويؤكد أن الزرع قد أثمر بالفعل، وأن ما أنجزه سماحة السيد حسن وقادة الحزب، هو أمانة سيرعاها اليمنيون كما سترعاها المقاومة الاسلامية في لبنان، حق رعايتها لضمان تحقيق الانتصار الكبير الذي كانت هذه التضحيات الغالية ثمناً له.