روائع الشعر العربي 482
ابن زريق البغدادي ـ لا تعذليه
لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ | قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ | |
جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّ بِهِ | مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ | |
فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً | مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ | |
قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ | فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ المَهرِ أَضلُعُهُ | |
يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ | مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ |
أبو هلال العسكري ـ فُرقة
إِذا ما اِستَمَرَّ عَلى هَجرِهِ | فَخَلِّ التَفَكُّرَ في أَمرِهِ | |
هَبِ المَوتَ عاجَلَهُ بَغتَةً | وَغَيَّبَهُ القَبرُ في قَعرِهِ | |
فَسِيّانِ مَن غابَ عَن أَهلِهِ | وَمَن سَكَنَ التُربَ في قَبرِهِ | |
سَبيلُ الجَميعِ إِلى فُرقَةٍ | فَإِن أَنتَ لَم تَدرِهِ فَاِدرِهِ |
عنترة بن شداد ـ إقدام
حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ | وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ | |
وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِماً | وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي | |
وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَةٍ | خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ | |
فَاِعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِها | وَاِقدِم إِذا حَقَّ اللِقا في الأَوَّلِ |
لبيد بن ربيعة العامري ـ إلى الله الرجعى
إِنَّما يَحفَظُ التُقى الأَبرارُ | وَإِلى اللَهِ يَستَقِرُّ القَرارُ | |
وَإِلى اللَهِ تُرجَعونَ وَعِندَ | اللَهِ وِردُ الأُمورِ وَالإِصدارُ | |
كُلَّ شَيءٍ أَحصى كِتاباً وَعِلماً | وَلَدَيهِ تَجَلَّتِ الأَسرارُ | |
يَومَ أَرزاقُ مَن يُفَضِّلُ عُمٌّ | موسَقاتٌ وَحُفَّلٌ أَبكارُ |