إقليميات

إسقاط MQ9 الأمريكية.. صفعة يمنية مبكرة لترامب

بقلم نوال النونو

وقد رافق هذا الإعلان فرض عقوبات على قيادات كبيرة لدى الحركة، من بينهم رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، والقيادي محمد علي الحوثي، إضافة إلى ضم رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، وعضو الوفد الوطني عبد الملك العجري على لائحة العقوبات، حيث أن عبد السلام هو ممثل أنصار الله في المفاوضات بالخارج سواء مع السعوديين أو الأمريكيين أو حكومة المرتزقة اليمنية، غير أن هذا القرار الأمريكي يعني أن واشنطن قد أوصدت كل أبواب المفاوضات مع أنصار الله، وتستعد لما هو أكبر، وهي الحرب.

وفي أول رسائل على هذه الخطوات الاستفزازية لواشنطن، أعلنت القوات المسلحة اليمنية الثلاثاء الماضي عن إسقاط طائرة مسيرة أمريكية من نوع (أم كيو 9) في سماء محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر غربي اليمن، ما يؤكد على مدى الجاهزية والاستعداد لدى صنعاء، لمواجهة أي احتمالات مرتقبة، بما فيها الدخول في حرب جديدة مع أمريكا.

ويبرر وزير الخارجية الأمريكي روبيو قرار تصنيف أنصار الله ضمن لائحة الإرهاب الأجنبية، بأن القوات اليمنية لجأت إلى استهداف السفن والبوارج الحربية أثناء معركة “طوفان الأقصى” واستخدمت أسلحة صينية وروسية، لكن السؤال الذي ينبغي على روبيو الإجابة عنه هو: ما الذي جاء بهذه الطائرات والسفن إلى اليمن، ومن الذي أعطاها الإذن بانتهاك أجوائه والمياه الإقليمية، فإذا كان الأمريكي قد اعتاد على العربدة في اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م، فإن الوضع الآن قد تغير، والقيادة الثورية والعسكرية والسياسية اليمنية تعتبر انتهاك السيادة اليمنية خطاً أحمر، وهو أمر مرفوض كما أكده وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر العاطفي قبل أيام.

تطوير القدرات اليمنية كابوس يطارد واشنطن

ونجحت القوات المسلحة اليمنية ومنذ دخولها كجبهة إسناد لفلسطين في معركة “طوفان الأقصى” من إسقاط 15 طائرة أمريكية مسيرة من نوع (إم كيو 9) وهذه الطائرات هي فخر الصناعة الأمريكية، ولذا فإن الإسقاط المتكرر لهذه الطائرات في سماء اليمن يشير إلى امتلاك الجيش اليمني لمنظومة دفاع جوي متطورة، قادرة على الوصول إلى الطائرات الحربية الأمريكية من نوع [اف 15] و [اف16]، وهذا التأكيد نابع من اعتراف مسؤولين أمريكيين قبل أيام بأن اليمن بات يمتلك صواريخ أرض جو متطورة لمواجهة المقاتلات الأمريكية الحديثة مثل طائرات (أف 16) التي قالوا إن إحداها تعرضت لإطلاق نار في الأجواء اليمنية لأول مرة، إلى جانب طائرة أخرى من نوع (إم كيو-9).

ووفقاً لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، فقد قال ثلاثة مسؤولين دفاعيين كبار في الولايات المتحدة إن القوات المسلحة اليمنية أطلقت في 19 فبراير الجاري، صاروخ أرض – جو، على طائرة حربية أمريكية من طراز (أف 16) كانت تحلق قبالة السواحل اليمنية فوق البحر الأحمر.

وأشار المسؤولون إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صاروخ أرض – جو ضد هذا النوع من المقاتلات الأمريكية فوق اليمن، مؤكدين أن ذلك يمثل: “تصعيداً كبيراً” في الاشتباك بين القوات المسلحة اليمنية والقوات الجوية والبحرية الأمريكية.

بطبيعة الحال، تعمل واشنطن مع حلفائها الخليجيين وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية على دراسة الخيارات والخطط لهزيمة أنصار الله في اليمن، لكنهم يتوصلون إلى الخيار الأقسى وهو اللجوء إلى الحرب واستخدام الورقة العسكرية، ومع ذلك يواجهون الكثير من المشاكل والصعوبات في هذا الجانب، وذلك لعدة عوامل، منها عجز السعودية وأمريكا على مدى 10 سنوات مضت عن إلحاق الهزيمة بأنصار الله، ثم العجز الأمريكي عن ردع اليمنيين في معركة “طوفان الأقصى”، ما يجعل دخولهم في حرب جديدة على اليمن أكثر صعوبة وتعقيداً من ذي قبل.

بالنسبة للجبهة اليمنية، فإنها في أعلى جهوزية واستعداد للمواجهة سواء مع الأمريكيين أو حلفائهم، بل أن صنعاء قد حددت ملامح دخولها في حرب مقبلة، فأي اعتداء على غزة، أو لبنان، سيجعلها في الواجهة وفي قلب المعركة، بل أن صنعاء قد أكدت وخلال تصريح لرئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط بأن أي اعتداء إسرائيلي على أي دولة عربية سيدفع اليمن للدخول والمشاركة في هذه الحرب ضد كيان العدو.

ويؤمن السيد عبد الملك الحوثي بحتمية المواجهة المرتقبة مع أمريكا وإسرائيل، ولهذا يعلن في خطابات متعددة عن استعداده لأية جولة قادمة من المواجهة، وهو يتحدث بكل ثقة واطمئنان عن استعداد اليمن للمواجهة، وعدم الخضوع والاستسلام.

ويقول السيد الحوثي في خطاب سابق: “في أيام فترة [ترامب] في المرحلة السابقة، في فترة رئاسته لأمريكا، واجهنا العدوان الأمريكي، وشركاء أمريكا الذين اعتدوا على بلدنا، بإمكاناتهم، بأنواع سلاحهم، بمؤامراتهم، بمخططاتهم، ونحن في وضع أضعف مما نحن فيه الآن بكثير، وأصعب مما نحن فيه الآن بكثير، وضعيتنا اليوم وهي كلها بالاعتماد على الله، والرهان عليه، والتوكل عليه، لن نعجب لا بكثرة، ولا بنوعٍ من الإمكانيات أصبح بأيدينا، كل ذلك فاعليته مع التأييد الإلهي، مع المعونة من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، مع الرعاية الإلهية”.

 يظل وضع المنطقة برمته في خطر جراء الاستفزازات الأمريكية والإسرائيلية، وتتطلع أمريكا لتنفيذ مخططها الخبيث بتهجير الشعب الفلسطيني، مستغلة حالة الضعف والهوان للأمة العربية، وهذه المخططات هي التي ستدفع بالتأكيد للمواجهة مع اليمن، فالسيد الحوثي يؤكد أن الجيش اليمني في حالة تطوير لقدراته، وهو يسابق الزمن لصناعة أسلحة أكثر فتكاً وتطوراً، وهي أسلحة بالتأكيد لن تستخدم على الداخل اليمني، وإنما تم إعدادها بعناية لمناصرة فلسطين وقضايا الأمة في مواجهة الأمريكيين والإسرائيليين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *