عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 483

بقلم غسان عبد الله

دَمُ الحَقِيقَة

أَصْغَى وَلَكنْ لم يَجِدْ شَيئاً!!.. فَقَالَ: أُفَسِّرُ النَّصَّ الغَرِيبَ كَمَا تُفَسِّرُهُ الغَرَابَةُ.. لم يَجِدْ شيئاً يَدُلُّ على الغَرَابةِ.. هَيَّأَ الأَدَوَاتِ ثانِيَةً وَفَجَّرَ بُقْعَةً أَدَّتْ إلى هَدْمِ السِّيَاقْ.. صَرَخَ: ماذا فَعَلْتُ؟!… أعادَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ وهو يردد: – أنا أُحَاوِلُ.. فَلْيَظَلَّ النَّصُّ مَفْتُوحَاً كَأبْوَابِ السَّمَاءِ.. دَمُ الحَقِيقَةِ لا يُرَاقْ.

زوارق الروح

في وَضَحِ اللُجَجِ الليْلِيَّةِ لا يَصْدِمُنِي الصَّخْرُ.. وَلاَ آوِي لِجَزِيْرَةِ وَهْمٍ.. وَالصَّوْتُ القَادِرُ يَجْعَلُنِي أَزْدَادُ وُضُوْحَاً حِيْنَ تُغَيِّبُنِي ظُلُمَاتُ السَّحَرِ.. هذا وَقْتِي وَسَبِيلي الْفِضِّيُّ وَإِنِّي في هَذِي الأَثْنَاءِ أَقُولْ.. وَالأَسْمَاكُ أَتَتْ طَائِعَةً لِشِبَاكي.. وَأَنَا المَحْمُولْ.. فَوْقَ زَوَارِقَ مِنْ شَجَرِ الأَنْوَارِ تُنَجِّيْنِي مِنْ سَطْوَةِ أَمْوَاجِ النَّفْسِ وَمِنْ تِيْهٍ يَتَوحَّشُ فِيهَا هِيَ لَيْسَتْ أَهْلاً لِلْمَطَرِ.. وَزَوَارِقُ رُوْحِي لا تُبْحِرُ إِلاَّ في المَطَرِ!.

حكايات

في الليْلِ تُقْتَرَفُ الحِكَايَاتُ الطَّوِيْلَةُ.. أَيُّها المُصْغِي تَحَمَّلْ! رَيْثَما يَرْتَدُّ مَاءُ الفَجْرِ.. يَمْحُو كُلَّ ما قُلْنَاهُ.. يَغْسِلُنَا مَنَ القِصَصِ القَدِيْمَةِ عِنْدَهَا نَمْضِي لَنَبْتَكِرَ الجَدِيْدَ.. وَنَنْزَوِي في الكَوْنِ أَكْبَرَ كَوْكَبَيْنِ يُرَاقِبَانِ الشَّمْسَ عَنْ كَثَبٍ.. وَنَكْتَشِفُ الحَقِيقَةَ في اخْتِفَاءِ الجَمْرِ مِنْ دَمِنَا وَنُدْرِكُ أَنَّنَا البَطَلاَنِ في كُلِّ الحِكَايَاتِ التي تَهَبُ الحَيَاةَ لِمَنْ يُتَابِعُهَا وَتُشْعِلُهُ لِيُصْبِحَ كَوْكَبَا.

وجع الذكريات

ثقيلةٌ ذكرياتُنا‏.. لنرم قليلاً من حجارتها بباب النعاس‏.. لنلقِ بعض يقيننا‏ في جيوب الظلام‏.. ماذا نفعلُ بكلِّ هذه النجومِ النائمةِ حولنا؟..‏ بكل هذه الأيام الميتةِ في أكفّنا؟‏.. بأحبَّتنا الخائرين من الشوق؟!!‏.. بمساءاتنا المتكاثرة؟!!.. لنترك قليلاً من رمادنا في المراعي‏.. لنترك بعض جمرنا في المحيطات‏.. لنترك قليلاً من لهفتنا على نوافذ الزمان..‏ ولنَدَعِ الوقتَ ينقرُ أخبارَنا‏.. ربما ينبتُ حبقُ الأمنيات على رؤوسنا‏.. ربما نعود مرةً..‏ أو مرةً إلى أشلائنا..‏ ربما نلتقي بغفلةٍ عن الوقتِ المكابرِ فنعلِنَ ولادَتنا من رفيفِ أرواحنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *