روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي 486

إبراهيم اليازجي ـ الدنيا

تَمضي النُفوس كَبيرُها وَصَغيرُها

 طُرّاً فَتِلكَ إِلى الفَناءِ مَصيرُها

كُلٌّ بذي الدُنيا رَهينةُ ساعةٍ

 فَإِذا أَتَت لا يُرتَجى تَأخيرُها

تَتَفاوَتُ الأَعمارُ لَكِن يَستَوي

 عِندَ المَماتِ طَويلُها وَقَصيرُها

هَيهاتَ ما الدُنيا بِدارٍ يُرتَجى

 فيها البَقاءُ وَلا يَتمُّ سُرورُها

وَالمَوتُ غايةُ كُلّ نَفسٍ فَاِستَوَت

 عِندَ اللَبيبِ قُصورُها وَقُبورُها

العباس بن الأحنف ـ سر

أَمُدُّ عَيني إِلى الدُنيا وَزَهرَتِها

 فَما تَرى العَينُ شَيئاً غَيرَها حَسَنا

سِرّي وَسِرُّكِ لَم يَعلَم بِهِ أَحَدٌ

 إِلّا الإِلهُ وَإِلّا أَنتِ ثُمَّ أَنا

وَاللَهِ لَو كانَتِ الدُنيا بِأَجمَعِها

 في راحَتي لَم أَجِد عِندي لَها ثَمَنا

وَلَستُ كَاِبنِ عَزيزٍ في مَوَدَّتِهِ

 مَن باعَ بِالمُلكِ مَن يَهوى فَقَد غُبِنا

جعفر القزويني ـ سعدٌ آفل

لقد جاءت الأخبار أنك عاتب

 فهاجت شجوني والهجوم القواتل

وضاقت عليّ الأرض حتى كأنني

 لعظم اختصاري ما تضم الأنامل

وقالت لي النفس العروف بحظها 

 رويدك أقصر ان سعدك آفل

إلى أن بدا الألاء وجهك مشرقاً

 تضيء به الدنيا وتزهو المحافل

جعفر الحلي ـ بكاء على الحسنين

كَأَنَّما الدَهر آلى وَهُوَ ذو إحن

 أَن لا يَدع مِن سراة المَجد لي أَحَدا

فَكَم بَكيت اِفتِقاد الماجدين وَما 

 بَكيت كَالحسنين الدَهر مُفتقدا

أَبكي عَلى الحسنين الدَهر إِنَّهما  

 لَنا إمامان إِن قاما وَإِن قَعَدا

أَبكيهما إِذ تَنوب الخَلق نائِبَة

 لَم تَبقَ عِندَهُم صَبراً وَلا جلدا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *