إسرائيل تستبيح لبنان وواشنطن تصم آذانها وتواصل الضغط على السلطة اللبنانية
بقلم محمد الضيقة
في الوقت الذي تمر فيه القضية الفلسطينية في منعطف تاريخي يجري فيه شطب القضية الفلسطينية ومختلف مكوناتها بما فيها منظمة التحرير وسلطة أوسلو معها، حيث تسعى واشنطن وبالتنسيق مع الكيان الصهيوني لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه بعد نكبة 1948.
وفي موازاة هذه العدوانية الأمريكية – الصهيونية على فلسطين، يواصل العدو بدعم من واشنطن عدوانه على لبنان من خلال خرق وقف إطلاق النار آلاف المرات، حيث تجاوز كل الخطوط الحمر بعد عدوانه على الضاحية.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن هناك تلازماً بما يحصل في المنطقة سواء في فلسطين أو لبنان أو سوريا وحتى في اليمن، حيث تحاول إدارة ترامب فرض أجندتها في الإقليم والتي تخدم الكيان الصهيوني في محاولة منها لتحويله إلى كيان طبيعي وذلك بإضعاف كل المقاومة في الإقليم ودفع النظم الرسمية العربية إلى التطبيع مع هذا الكيان.
وأضافت أنه بما يخص الساحة اللبنانية فإن المقاومة قد سلمت منذ وقف إطلاق النار ملف الجنوب إلى الدولة اللبنانية من أجل مواجهة العدوانية الصهيونية، ومنذ اليوم الأول كانت سياسة السلطة الجديدة هي الاستنجاد بحلفاء إسرائيل، وخصوصاً أمريكا من أجل مساعدتها لردع العدو عن مواصلة خروقاته للقرار 1701، إلا أن هذه السياسية التي تعتمدها الدولة اللبنانية لم تجدِ نفعاً في ردع العدو عن مواصلة عربدته، لأن الدول التي تستجديها السلطة اللبنانية هي التي تشجع إسرائيل على الاستمرار في عدوانها.
واستغربت الأوساط أن يعتمد المسؤولون في لبنان الأسلوب نفسه بعد تجاوز العدو الصهيوني الخطوط الحمراء وقصفهم للضاحية مرتين خلال أسبوع واحد تحت ذرائع باطلة، خصوصاً بعد أن برّأت القوى العسكرية اللبنانية المقاومة من مسألة إطلاق الصواريخ نحو فلسطين المحتلة.
وأشارت إلى أن أسلوب الاستجداء الذي تعتمده الدولة لن يردع العدو ولن تأخذه واشنطن في حساباتها وخططها التي ترسمها للإقليم، والتي باتت واضحة والعالم كله يدركها.
إلا أن اللافت – كما تقول هذه الأوساط – أن المسؤولين في لبنان الذين أخذوا على عاتقهم تحرير المناطق التي احتلها العدو الصهيوني وتحرير الأسرى ما زالوا يراهنون على دور أمريكي إيجابي، وفي الوقت الذي تزيد إدارة ترامب من شروطها وآخرها كان تشكيل لجان ثلاث من مدنيين وعسكريين للحوار مع العدو كخطوة أولى وضعتها هذه الأوساط بأنها المدماك الأول اللبناني في عملية التطبيع التي تعمل واشنطن على تسويقها لدى معظم الأنظمة العربية.
واعتبرت الأوساط أن الأصوات والمواقف التي تصدر عن بعض القوى السياسية اللبنانية وعن بعض النواب اللبنانيين هي التي تساعد واشنطن في عدم الأخذ بمواقف السلطة، سواء مواقف رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة، لأن التناقض بين السلطة وبعض القوى السياسية هي الثغرة التي تتسلل منها واشنطن لتنفيذ أجندتها في لبنان، داعية في ظل هذه التعقيدات بيئة المقاومة وحلفاءها في الداخل إلى الصمود والثبات على الرغم من الكلفة والمخاطر التي قد تنجم عن هذا الخيار لأن أهداف العدو من وراء اعتداءاته يحاول أن يحبط البيئة المقاومة حيث يسهل أمام من يعمل على دفع لبنان للرضوخ وتنفيذ الأجندة الأمريكية يصبح أمراً سهلاً في ظل خلق شعور الإحباط لدى جمهور المقاومة.