آخر الكلام

لعلَّهُ نداكَ.. لعلَّهُ دعاكْ “شيء من الوجدان”.. “إلى سماحة السيد حسن نصر الله”

بقلم غسان عبد الله

ها أنتَ تُمْطِرُ من سماءِ الحُلُمِ أطياراً‏

وأشجاراً أمِنْتُ بظلِّها‏.. تأتي عليها النّارُ‏

فتردُّ عنا حرَّ اللهيبِ ساعةَ الوجدِ وحين السمرْ

هل أبداً إلى عينيكَ تأوي هذه الأمداءُ خائفةً؟‏

لتحمِلَ في يديكَ نضارةَ الأزهارِ‏؟!..

أم لتعودَ تنفُخُ في عباءاتِ الدّروب،‏

تشدُّ أمراسَ الشّراع،‏ تظلّ تُبْحِرُ في العباب.. تغيبُ في هذا الغيابْ‏

وفُجأةً‏ ينداح خَطْوُكَ،‏ ثمّ يدهمُكَ الغبارُ سدىً‏

أفي الدّنيا الرّحيبةِ‏ مركبي ضاقتْ به الشطآن‏

واندثرتْ مجاذيفي مع الزَّبَدِ المهاجِرِ‏

خادعتْ ـ ولعي بأرصفةِ الأمان ـ السّفْنُ

والتأمَتْ على غَرَقي المنائرُ ثمَّ ضيّعني الزّمان،‏

أقولُ: بحري هل هو العمرُ الضّنينُ أسير فيه الآن‏ حافيْ القلبِ والقدمين‏؟!

هل أبقى أسيرُ مع السّنين؟‏ رفيقتي الصّحراءُ مدَّ العينْ؟!

لا حدٌّ‏ سوى سغبٍ قديمٍ‏ واضطرامٍ في هشيم النّفس،‏

خوفٍ،‏ وارتحالٍ في المنافي‏..

أضرِمُ النّار السّعير!،‏ تذيب أكوامَ الجليد‏؟!!

أم أنّني أبقى مع النيران‏ وحدي‏ حالِماً أرنو‏ إلى طيفٍ بعيد‏

إنّهُ نِداكَ زنبقةٌ تسِّيجُ عطرَها‏ بالحنطة السمراء‏

شرنقةٌ تمدُّ خيوطَها في الصّدر‏ أنفاسَ الهواء‏

لعلَّه نِداكَ ساقيةٌ تسقْسِقُ في شراييني‏.. فتمنحني النّماء‏

إذا دنت عبقٌ يفوحْ.. وإن نأتْ فرحي ينوحْ‏

وحين تبسمُ.. ترقُصُ الأشياءُ‏ لي..‏

أنفاسُكَ في الدعاءِ رائحةُ التّراب إذا همى المطرُ‏

نِدَاكَ طيفٌ مثلُهُ القمرُ..‏

دعاكَ أغنيةُ الرّياحِ وزغرداتُ النّارِ،‏ دنيا من نضّارٍ في غدي هل سوف ينهمرُ؟‏

إنهُ الوجدُ في أطرافِ عباءتكَ ساعةَ الصلاةِ..

تخبِّئُهُ عن أعينِ الحاسدينَ حين يحتشدون زُمَرْ..

قلبُكَ سيِّدَ القلبِ والوجيبِ المُستعرْ..

روحُكَ سيِّدَ الخفقِ والشروقِ المستَمرْ..

ومضُكَ سيِّدَ الأنسِ والضياءِ المنتَشرْ..

ها أنتَ تُمْطِرُ من سماءِ الوجدِ أنهاراً‏

وأشجاراً أمِنْتُ بظلِّها‏.. تأتي عليها النّارُ‏

فتردُّ عنا حرَّ اللهيبِ ساعةَ الوجدِ وحين السمرْ

هل أبداً إلى عينيكَ يأوي هذا الوجدانُ مرتعشاً؟‏

ليحمِلَ في يديكَ نضارةَ الأزهارِ‏

أم لتعودَ تنفُخُ في غيابات الوجيبِ،‏

تردُّ أشباحَ العذاب،‏

تظلّ تُبْحِرُ في العبابْ.. تغيبُ في هذا الغيابْ‏

تعيدُ فيَّ ساعةَ البكاءِ صياغةَ الإنسان..

ترفلُ هكذا سِحراً وأنسَ دعاءٍ.. وباقةَ أشجان..

لعلَّهُ نداكَ ساقيةٌ تسقْسِقُ في شراييني‏

أو لعلَّهُ نِداكَ..

يكتُبُ على لوحات أعمارِنا سمراً وأشجاناً وشيئاُ من الوجدانْ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *