إقليميات

تصعيد أمريكي ضد المنشآت المدنية.. طائرات التجسس الأمريكية MQ9 تحتضر في اليمن

بقلم نوال النونو

  وخلال الأسبوع الماضي، تمكنت القوات المسلحة اليمنية من إسقاط طائرتين من هذا النوع، الأولى في محافظة الحديدة يوم الخميس الماضي، والثانية في محافظة مأرب يوم الاثنين الماضي، لتبلغ حصيلة الطائرات التي تم إسقاطها منذ مساندة اليمن لغزة في معركة “طوفان الأقصى” 17 طائرة، وهذا يعني أن اليمن بات لديه منظومة دفاع جوي، قادرة على التعامل مع هذا النوع من الطائرات، والتي تستخدمها واشنطن في عملية التجسس، والرصد، والاغتيالات، مع أعمال أخرى متعددة.

ويواجه الأمريكيون الكثير من التحديات فيما يتعلق بالعدوان على اليمن، من أبرزها صعوبة الحصول على معلومات من الأرض، لتحديد أماكن تخزين الأسلحة، وانطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه عمق الكيان الإسرائيلي، وكذلك باتجاه القطع الحربية وحاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر، ما يجعلهم يعتمدون كلياً على هذا النوع من الطائرات، غير أن اسقاطها في اليمن يصعب من المهمة الأمريكية، وسيجبرها على التراجع.

وفيما يتعلق بالعدوان الأمريكي على اليمن، تتواصل الغارات على العاصمة صنعاء وعدة محافظات يمنية، ملحقة أضراراً كبيرة بالمنشآت المدنية، ومخلفة عدداً من الشهداء والجرحى من المدنيين.

واعتبر مركز عين الإنسانية، وهو أحد المراكز الحقوقية المشهورة في اليمن أن “استهداف المناطق السكنية والمنشآت الخدمية والحيوية يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين، ويحظر الهجمات على المرافق المدنية والعاملين في الخدمات الأساسية”.

لا تأثير للعدوان الأمريكي على اليمنيين

 وإذا كانت إدارة بايدن قد ركّزت في عدوانها السابق على اليمن من خلال استهداف محطات الكهرباء، فإن إدارة ترامب، تكثّف غاراتها على خزانات المياه في عدة محافظات يمنية، بغية محاولة الحاق الأذى باليمنيين، وإجبارهم على التراجع في مساندة غزة، لكن هذه الغارات إذا ما تم مقارنتها بالعدوان السعودي الإماراتي على اليمن الذي بدأ في عام 2015م، فإنها لا تشكل فارقاً لدى اليمنيين، بل على العكس من ذلك، فهي أخف وأقل وطأة مما مضى.

 وفي هذا الشأن يقول الكاتب والصحفي اليمني نوح جلاس إن اليمنيين وعلى مدى أكثر من 10 سنوات اعتادوا على مشاهد القصف والدمار، وعلى الحروب، وهم متوكلين على الله، ولا يخشون إلا الله.

ويضيف: ” كانت الغارات السعودية الإماراتية أشد فتكاً على المدنيين والمنشآت المدنية من الغارات الأمريكية اليوم، وهذا يعود إلى عدة عوامل منها أن اليمن لم يكن يمتلك القدرات العسكرية للتعامل مع مصدر النيران، والتهديدات التي تواجه اليمن، في حين أن العدو الأمريكي اليوم يواجه مشاكل كبيرة، فهو ينفذ غارات على اليمن، وفي الوقت ذاته يتعرض لضربات موجعة من قبل القوات المسلحة اليمنية والتي تستهدف حاملات الطائرات والقطع الحربية في البحر الأحمر”.

 ويرى جلاس أن العدو الأمريكي سيتراجع قريباً، لأن العمليات الجوية لحالها لا يمكن أن تكسب المعركة، ولهذا فإن الجيش الأمريكي إذا أراد هزيمة أنصار الله، فعليه أن يتحرك برياً للسيطرة على المدن اليمنية، وهذا هو المستحيل لدى الأمريكيين، فهو يعرفون اليمن، وطبيعة شعبه، وما ألحقه من هزائم تجاه الامبراطوريات السابقة”.

وبالتوازي مع اسقاط الطائرات الأمريكية التجسسية من نوع MQ9 تستمر القوات المسلحة اليمنية في استهداف حاملة الطائرات الأمريكية [يو إس إس هاري ترومان]، في مشهد بات الاستهداف فيه شبه يومي، وقد استطاعت القوات المسلحة اليمنية افشال الكثير من الطلعات الجوية، التي كان يعد لها الأمريكي لتنفيذ غارات على اليمن.

فرحة استثنائية بالعيد

 ويمكن القول إن العدوان الأمريكي لم يتمكن من إفساد فرحة العيد بالنسبة لليمنيين، حيث كان هذا العام استثنائياً، من خلال الخروج غير المسبوق للناس إلى الأسواق وشراء كسوة العيد، ومن خلال الزيارات، وممارسة الطقوس العيدية المعتادة، وكأن العدوان الأمريكي على بلادهم لا وجود له.

وفي هذا الجانب يقول المواطن علي فيصل: “نحن نفرح بالعيد، ولا نهتم كثيراً بالعدوان الأمريكي، لأنه فاشل، ولا يخيفنا أبداً، ونحن نشعر بالفخر والاعتزاز لأننا نقف إلى جانب إخواننا في فلسطين، نناصرهم بالكلمة، وبالموقف، وبالسلاح”.

 ويواصل: “نحمد الله على نعمة القيادة، فالسيد عبد الملك الحوثي يوجهنا ويرشدنا، ونحن نقف إلى جانبه، ولا يمكن أن نخالفه على الإطلاق، ونحن على استعداد وفي جهوزية تامة للجهاد في سبيل الله، والقتال جنباً إلى جنب مع إخواننا في لبنان وفي فلسطين ضد العدو الصهيوني الغاشم الظالم”.

 وكان من الملاحظ أنه وفي ذروة التسوق، وإقبال الناس على شراء كسوة العيد، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، تعمّد العدوان الأمريكي إخافة الناس، من خلال استهداف العاصمة صنعاء، والقصف بالقرب من موقع القيادة، في أهم الشوارع الرئيسية بالعاصمة، ما أدى إلى تضرر عدد كبير من محلات التسوق، غير أن المواطنين لم يخافوا، ولم يهربوا، واستمروا في التسوق، وشراء متطلبات العيد، في صمود تاريخي لا مثيل له.

كل المؤشرات تدل على الفشل والإخفاق الكبير للأمريكيين في اليمن، فاليمنيون لا يخافون القصف ولا الغارات، والضربات الأمريكية تعجز في استكشاف مواقع تخزين الأسلحة واطلاقها، والقيادة اليمنية تصر على مواصلة الانتصار لغزة مهما كانت التحديات، ومع كل هذا العوامل يسجل اليمنيون انتصاراً جديداً في مواجهة الاستكبار العالمي، وفي مواجهة الغطرسة الأمريكية الإسرائيلية، وهو انتصار سينتقل باليمن إلى مرحلة جديدة، وسيجنبه الكثير من المشاكل والمخاطر سواء على الصعيد الداخلي من خلال المواجهة مع أدوات السعودية والإمارات، أو على الصعيد الخارجي، من خلال إجبار السعودية على السلام ودفع تكاليف عدوانها السابق على اليمن، وجبر الضرر، وتعويض اليمن والمتضررين من عدوانها السابق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *