عبرة الكلمات 488
بقلم غسان عبد الله
على بكائي كم بكيتْ
سأقول من حزن بكيتْ.. وذرفت موج القلب مهموماً، وأغرقت الورقْ.. ودخلت فصل الريح، بعثرت احتمالاتي، استويت على النزيفِ.. وأقول من فرح بكيتْ.. أشفقت مثل رؤى الصباحِ.. مشيت فوق الحبر محترفاً حروفي.. ذبحاً بكيتْ.. ونزفت موزوناً ومنثوراً تراقصني ضلوعي.. ندماً بكيت.. موتي يحاورني فتخمده دموعي.. ألماً، وبرداً، وانكساراتٍ، ومن نفسي على نفسي بكيت.. النار- كل النار – أطفأت انبعاثاتي، وقلبي في خريفِ!… سأقول إني قد بكيتْ من كل ما في القلب من هجس ووجس واختلاجاتٍ ومن وأد الأماني ومن السقوط. من انفجار الصمت، صوت الموت. موت الصوتِ. من كل المشاهدْ وأقول إن الدمع جاحدْ وعلى بكائي كم بكيتْ!.
يوم ينكفئ الشعراءُ
يوم تنطفئ الكلماتُ سأشعل قلبيَ.. قلبي ونبض الحروف سواءْ.. يوم تختنق الكلماتُ سأطلق قلبيَ.. قلبي الهواءْ.. يوم ينكفئ الشعراءُ.. سأغمض قلبي عليّ وأبدأ فصل البكاءْ غير أنهمُ عسل الكون، صنّاجة الوقت، قبّرة الفقراءْ راسمو حزنهم بالبياضِ هواجسهم بالوميضِ جراحاتهم بالحبقْ.. وحدهم نافخو همّهم في تراب الورقْ.. أصدقائي الذين استباحوا المدى هزموا الموت في حلبات الصدى.. ثلّة الشعراءْ أخوةٌ في الغناءْ.
إنسان.. حيوان
لو ساد الحيوان هذا الكوكب لما أسس جمعية الرفق بالبشر.. لن يفهم الإنسان إلا الإنسان ولن يشفق على الإنسان إلا الإنسان.. ومع هذا ترك الإنسانُ الإنسانَ وذهب ليصاحب القطط والكلاب.. “ولله في خلقه شؤون!!!”.