محليات

وسط الحديث عن سلاح المقاومة الحزب وحده يحدد الزمان والتوقيت والمكان للحوار حوله

بقلم محمد الضيقة

أما بالنسبة للبنان فإن نتنياهو يدفع باتجاه وضعه في مأزق وجودي من خلال استمرار عدوانه، إضافة إلى تحريض بعض الأطراف اللبنانية لتضع في سلم أولوياتها مسألة سلاح المقاومة.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن كلام الأمين العام لحزب الله قد أعاد إلى الواجهة طرح مسألة السلاح إلى مربعها الأول بعد الحملة التي تستهدف المقاومة من حزب القوات اللبنانية وحلفائها تحديداً.

وأضافت الأوساط أنه بعد أن عجزت الدولة عن تحقيق أي خطوة إيجابية لجهة إرغام العدو على الانسحاب من الأراضي المحتلة في جنوبي لبنان، لافتة إلى أن الإشارات القاسية التي وجهها الأمين العام سماحة الشيخ نعيم قاسم، حيث حدد ثلاث قواعد تتعلق بموقفه، أبرزها حسب هذه الأوساط هي أن الحزب هو وحده من يحدد التوقيت والمكان والزمان بشأن مسألة السلاح.

واعتبرت أن كلام الأمين العام لا يعني نسف الجهود المبذولة من الدولة لوضع تصور داخلي لملف السلاح ولا يتعارض مع ما يطلبه رئيس الجمهورية، مؤكدة أن حزب الله لم يعد رافضاً لمقاربة السلاح بالشروط التي وضعها لإجراء حوار أو نقاش حوله.

وأشارت الأوساط إلى أن موضوع السلاح متفق عليه بالشروط اللبنانية والتي ترتكز على الحوار الدائر بين رئيس الجمهورية والحزب، معتبرة المواقف التي تصدر عن القوات اللبنانية وحلفائها مجرد فقاعات هواء، وهي تؤشر إلى حالة إحباط لدى قادة القوات بعد فشل العدوان الصهيوني في تقليص نفوذ حزب الله لدى بيئته، وأيضاً على صعيد كافة المكونات اللبنانية.

وأكدت من جهة ثانية أن القوات اللبنانية تواجه مأزقاً نتيجة مشاركتها في الحكومة، فهي عاجزة عن الضغط على الحكومة للسير بأجندتها، وفي الوقت ذاته لن يزداد رصيدها في الشارع المسيحي على خلفيات المواقف التي يعلنها وزير الخارجية لجهة تبرير الاحتلال الصهيوني أو لعدوانه المستمر وتحميل حزب الله مسؤولية هذا العدوان، معتبرة أن إصرار القوات على وضع سلاح حزب الله في سلم أولوياتها لن تستطيع استثماره محلياً، باعتباره ملفاً إقليمياً ودولياً.

وأشارت الأوساط إلى أن هناك محاولات قطعت مسافة بعيدة بشأن بلورة عصبية شيعية تشعر باستهداف طائفي، ومن أنه لا خيار للطائفة إلا خيار الثنائي ولا خيار خارجهم، على الرغم من بعض الأصوات المأجورة التي باعت ذمتها لقاء حفنة من الدولارات من بعض دول الخليج.

وأضافت الأوساط أن هناك مفارقة عجيبة غريبة وهي أن السلاح الذي يسلَّم للجيش اللبناني يتم تدميره، وهو قد يقوم بالأمر نفسه في حال سلمت المقاومة سلاحها، وهذا يعني تجريد لبنان من قوته، ويتحول إلى مسرح للاعتداءات الصهيونية والخضوع كلياً للأجندة الأمريكية، وبالتالي سيصبح جره إلى التطبيع مع العدو أمراً سهلاً، وهذا الخيار هو الذي يخشاه حزب الله وبالتالي لن يقبل بأي مساومة في قضية السلاح، وهذا ما عبر عنه سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم عندما قرر مغادرة دائرة الصمت والخروج إلى العلن لتحقيق عدة أهداف، أبرزها تعزيز حضوره في بيئته، إضافة إلى ضبط التوازنات وضبط الإيقاع المتعلق بسلاح المقاومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *