لا حوار مباشر بين حزب الله ورئيس الجمهورية حول سلاح حزب الله أجندة قواتية لإشعال فتنة داخلية
بقلم محمد الضيقة
إن صبر المقاومة طويل جد، وبيئتها مصرة على استيعاب اعتداءات العدو الصهيوني حرصاً منها على اللبنانيين، على الرغم من أن قسماً من اللبنانيين وعلى رأسهم القوات اللبنانية وحلفاؤها يمنحون الذرائع للعدو للاستمرار في استهداف البنى التحتية واغتيال المواطنين في الجنوب والبقاع والضاحية.
إن هذا المناخ الخطير التي تسعى القوات بدعم من واشنطن والرياض قد يؤدي فيما لو تفاقم التحريض إلى فتنة داخلية ستطيح بما تحقق على صعيد بناء المؤسسات.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن ما يتم تداوله في الأوساط السياسية ووسائل الإعلام عن حوار بدأ بين رئاسة الجمهورية وحزب الله غير صحيح، وكل ما يجري هو تبادل الرسائل بين الطرفين، لافتة إلى أن قضية السلاح قد حسمها الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من أنه لا حوار قبل انسحاب العدو الصهيوني من الأراضي التي يحتلها جنوباً وتحرير الأسرى.
وأضافت الأوساط أن قرار الحزب هذا لا يعني أبداً رفضه البحث في استراتيجية دفاع وطني تحمي سيادة لبنان ومواطنيه، يشارك في وضعها كافة المكونات السياسية والحزبية حتى لا تخرج أصواتاً نشاز للطعن بها في حال تم تحقيقها.
وأشارت في هذا السياق إلى أن القوات اللبنانية وحلفاءها يرفضون أي صيغة للحوار، وهذا يعني أن هؤلاء الذين ينفذون الأجندة الأمريكية – السعودية سيواصلون التحريض على المقاومة دون أي حساب حتى لو دخلت البلاد في حرب أهلية والتي تعمل من أجلها إسرائيل، وهي كما يبدو تتناسب مع الأجندة القواتية التي لم تعد خافية على أحد، الهادفة إلى تغيير الدستور من أجل الوصول إلى التقسيم أو إلى الفيدرالية.
ومن هنا – تقول الأوساط – إن وزير الخارجية الذي ينتمي للقوات هو قائد الحملة والجوقة التي تبرّر للعدو اعتداءاته، ومواقفه التي يرددها في كل المنتديات والاجتماعات يبرر له همجيته من أجل هدف واحد وهو تجريد المقاومة من سلاحها.
وتضيف هذه الأوساط أن هذا الوزير بدلاً من الوقوف إلى جانب أبناء وطنه واستخدام موقعه من أجل تشجيع الدول العربية وحتى الغربية من أجل تمويل إعادة الإعمار كما وعد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة التي هو عضو فيها نراه يحرّض هذه الدول محملاً حزب الله مسؤولية ما يتعرض له لبنان.
وسط هذه الضغوط الدولية والعربية والداخلية، بيئة المقاومة صامدة وثابتة، وهي قد تكون الخيار الأمثل في ظل هذه الظروف السياسية والأمنية المعقدة التي يواجهها الإقليم، فالمرحلة حسب هذه الأوساط تقتضي الحفاظ على معنويات البيئة ورفع قدرتها على احتمال ما قد تتعرض له من مخاطر، وهي بذلك تكون قد أجهضت خطط العدو الصهيوني وحلفائه بالداخل والخارج والتي ترمي إلى خلق شعور لدى هذه البيئة بالخضوع والإذلال، وهذا لن يحدث ليس الآن وليس في المستقبل.