روائع الشعر العربي 492
ابن عبد ربه الأندلسي ـ طموح
| وَالحُـــرُّ لا يَكْتَفي مِنْ نَيْلِ مَكْرُمَةٍ | حَتَّى يَرُومَ الَّتي مِنْ دُونِهَــا الْعَطَبُ | |
| يَسْــــعى بِهِ أَمَلٌ مِنْ دُونهُ أَجَلٌ | إِنْ كفَّهُ رَهَبٌ يَسْــــتَدْعِهِ رَغَبُ | |
| لِذَاكَ مَا سَـــالَ مُوسَى رَبَّهُ أَرِني | أَنْظُرْ إِلَيْكَ وَفي تَسْــــالِهِ عَجَبُ | |
| يَبْغي التَّزَيُّدَ فِيمـــا نَالَ مِنْ كَرَمٍ | وَهْـوَ النَّجِـيُّ لَدَيْه الوَحْيُ والكُّتُبُ |
أسامة بن منقذ الشيزري ـ دعاءُ مظلوم
| أدعُــو على ظَالمي فيغضَبُ مِنْ | دُعَايَ قُـل لِـي عَـلامَ ذَا الغَضَبُ | |
| هَجْـرُكَ لـي ظالمـاً وخَوفُكَ مِن | دُعَـايَ يَا ظالِمـي هُـو العَـجَبُ | |
| يَدعو لِســاني والقلبُ من وَجَلٍ | عليكَ أن يُســــتجابَ لي يَجِبُ | |
| وبَعْــدُ مَن لِي لو أَنّ وِزْرَكَ في | صَحيفتي في المَعَــــادِ يُكتَتَبُ |
شهاب الدين السهروردي ـ الحازمُ المبصر
| إِذا المَـــرء لَم يَحتل وَقَد جَدّ جَـدّه | أَضاعَ وَقاســى أَمـرَهُ وَهوَ مُدْبِرُ | |
| وَلَكِنْ أَخـو الحَـزْمِ الَّذي لَيسَ نازلاً | بِهِ الأَمـرُ إِلا وَهـوَ لِلقَصد مُبصرُ | |
| فَـذاكَ قَريعُ الـدَّهرِ مـا عاشَ حَولَهُ | إِذا سُـدّ مِنهُ منخَـرٌ جاشَ مِنْخَـرُ |
مهيار الديلمي ـ لا شيء يدوم
| هَبْ من زمـانِكَ بعضَ الجِدّ للَّعبِ | واهْجُــرْ إلى راحةٍ شيئاً من التعبِ | |
| مـــا كلُّ مـا فات من حظٍّ بلَّيتُهُ | عجـــزٌ، ولا كلُّ ما يأتي بمُجتلَبِ | |
| لا تحسَــبِ الهـمّةَ العَلياءَ مُوجِبةً | رزقاً على قِســمة الأقـدارِ لم يجبِ | |
| لو كان أفضلُ مَنْ في الناس أسْعَدَهم | ما انحطّتِ الشمسُ عن عالٍ من الشُّهُبِ | |
| أو كان أسْيَرُ ما في الأُفْق أسْـلَمَهم | دام الهلالُ فلـــم يُمْحَقْ ولـم يَغبِ |
