عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 492

بقلم غسان عبد الله

من سِفْر الدخول

هذا ليلُ الغربةِ‏ ليس نهاراً للدفءِ..‏ لأعطيكَ من الأحمرِ جُمَّارةَ قلبي‏ ومن الأزرقِ ماءَ الشعرِ‏ هذا قنديلُ الأحلامِ الورديَّةِ..‏ لا إكليلَ قطاراتِ الحُبِّ..‏ لأهديكَ مع التلويحِ رسالةَ بوحٍ‏ ومن الروحِ بطاقاتِ الزهرِ‏.. لا ليس فراتاً‏ ما يتمرأى بين يديكَ سيدي.. فهذا عمري‏ يرشحُ من دونِ إناءٍ‏ ويسيلُ بلا خفَّينِ إلى القبرِ.‏

لمن ينتمي الزيزفون؟؟

حبَّةً.. حبَّةً‏ يرحلونْ‏.. ترحلُ الأغنياتُ، وينكسرُ الزيزفونْ‏.. لغنائي‏ وردةٌ كالضجيجِ الذي‏ يتكاثرُ من طعناتِ الهواءِ‏.. منْ أنا؟؟‏.. منْ تكونْ؟؟‏ ومضى الصوتُ مستسلماً للصدى‏ راعفاً.. راجفاً‏ في مساماتهِ همسةٌ، وجنونْ‏.. إنَّها العرباتُ وقد أرتجتْ قلبَها‏ في المحطَّاتِ تمشي الحقائبُ مسرعةً‏ وثقيلاً.. ثقيلاً‏ يمرُّ السكونْ‏..  ليس لي شجرٌ‏ لأغنِّي له: (عائدونْ…)‏.. بعدما يدفنُ العمرُ أمواجَهُ‏ تعزفُ الريحُ لحنَ الوداعِ‏ فينتبه العاشقونْ‏

من دفتر الخريف

صفحةً.. صفحةً‏ تعولُ الآن في الصدرِ،‏ تقطعُ حبلَ مشيمتها‏ ثم ترمي به للبياضِ المريب‏ صفحةً.. صفحةً‏ تتناسلُ في الروحِ ذئبيَّةً‏ كيف أنجو بلثغةِ طفلِ القصيدةِ؟؟‏ أين أخبِّئُ ضحكتَهُ؟؟‏ للخُطا شكلُ تفّاحةٍ‏ ولعينيَّ لونُ الذبولْ‏ قابَ قتلٍ وأدنى‏ دنا السمُّ منِّي‏ فخبَّأتُهُ في السوادِ دماً‏ يرشحُ الآن علقمُهُ..‏ صفحةً.. صفحةً‏ في خوابي المساءِ..‏ إذاً كيف يقرأ طفلُ الفجيعةِ‏ عامَ الجفافِ بفصلِ الذهولْ؟؟؟‏.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *