نشاطات

الجمهورية الإسلامية منذ نشأتها سعت إلى توظيف الحج لخدمة قضايا الأمة

بما في ذلك الطواف حول الكعبة الذي يمثل تلاحم كل الموجودات في الكون؛ مبيناً أن “فريضة الحج تعتبر من أسمى مظاهر الوحدة بين المسلمين، حيث يجتمعون من كافة أنحاء العالم في مكان واحد، ملبيين نداء الله.. وأننا كأمة التوحيد، نعتقد بأن الله واحد أحد لا شريك له، وأي دعوة غير هذا هي خروج عن الحق ومخالفة لناموس الله في خلقه”.

وأضاف: لعل ذلك يبرز في الطواف، حيث يجعل المسلمون البيت العتيق إلى يسارهم ويدورون حوله سبع مرات، وهو عدد السماوات والأرضين، وكل ما في الوجود حتى الخلية والذرة تدور بهذا الاتجاه؛ إذن الطواف يجسد مشاركة لناموس الله في خلقه كله.

وتابع: كما أن العرقية والعصبية والقبلية تغلبها أخوة الإسلام، ومثلها تعدد جنسيات البشر وألوانهم ولغاتهم، ولأن الله ينظر إلى قلوب عبادة فالمسلم يجب أن ينظر إلى أخيه بذات النظرة، التي تكفي عن الإسلام والمسلمين كل تفرقة وكل كبرياء.

ونوه إلى ضرورة حفظ وصايا الرسول (ص) في حجة الوداع، والتي تتلخص في نبذ الشرك والعصبية، والحكم بالعدل والاحسان ونصرة الضعيف وعدم العودة إلى الجاهلية الاولى.

وفي السياق ذاته، تحدث الشيخ البريدي إلى خطاب سماحة قائد الثورة الامام السيد علي الخامنئي خلال استقباله، قبل ايام، جمعا من القائمين على شؤون الحج في إيران، قائلاً: فيما يخص خطاب الولي الفقيه (مد ظله الوارف)، فالكلام صفة المتكلم، فهو الأمير والأمين والحافظ لحدود الله والساعي إلى وحدة الأمة، والداعي إلى نصرة قضاياها العادلة.

وأضاف: إن الإمام الخامنئي يدعو الناس لنصرة القضايا الإسلامية وعلى راسها قضية فلسطين بالصوت وباليد وبالتعاضد، وينوه إلى ضرورة تيسير أمور زوار بيت الله، باعتبارهم ضيوف الرحمن، وبما يستدعي من القائمين على هذا الأمر أن يكرموا ضيوف الله وينصفوهم، ويتعاملوا معهم بإنصاف وتيسير حتى يؤدوا مناسكهم على أكمل وجه؛ من غير نظر أو تفريق لدولة أو عرقية معينة أو انتماء معين أو لون معين، لأن الله ينظر إلى القلوب ولا ينظر إلى الأجسام ولا إلى الجنسيات.

ومضى إلى القول: ما الحج إلا مناسك على ملة أبينا إبراهيم (عليه السلام)، هو سمّانا المسلمين من قبل، وهو من استجاب لله سبحانه وتعالى أوامره حتى في الإقدام على نحر ولده اسماعيل؛ فأمر الله للمسلم أولى من صلة القرابة القريبة.

كما أشار إلى شعيرة “الأضحية” في إطار مناسك الحج؛ واصفا إياها “فداء في الدنيا عن النفس ومطية لصاحبها على الصراط المستقيم”.

وتابع، الأمر الأهم عند شعائر الحج هو محاربة الشيطان ورجمه بالحصى، والاستعاذة في جميع أصقاع الأرض والبعد عن الأهواء والنفس الأمارة بالسوء؛ مؤكداً بأن هذه هي دعوة سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، والتي تلقاها وحياً من ربه سيدنا محمد (ص) بعيداً عن التحريف والتبديل، مشدداً على ان “ما يروج له من دعوة إلى الدين الإبراهيمي الجديد، فهو انحراف مغلف بمطامع يهودية والماسونية العالمية، ونحن نقف بكل قوانا وبكل ما اوتينا من قوة ضد ذلك كله. لان الله يأبى لنا ذلك ورسوله والمؤمنون؛ ﴿يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾، و﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.

وعودة إلى موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قضايا الامة بما في ذلك فريضة الحج، أشار رجل الدين البارز من أهل السنة في لبنان، بأن إيران الثورة لطالما دعت إلى “توحيد كلمة المسلمين ونبذ الحدود والفوارق، ورص الصفوف في مواجهة الاستكبار العالمي، ونصرة قضايا الامة وحفظ مقدساتها، وبالتالي العودة إلى كتاب الله والحكم بآياته وإقامة حدوده”.

وأردف: إن الجمهورية الإسلامية، ومنذ نشأتها مع الإمام الخميني (رضوان الله عليه) حتى اليوم، لم تسع سوى إلى مدّ اليد لكل مسلم وكل مقهور وإلى كل مظلوم، وتنادي المسلمين في العالم كله بانها ليست عدواً ولا خصماً، بل يربطها بهم حبل الله المتين، “فلا تضعفوه، إن الله نعم المولى ونعم النصير”.

ورداً على سؤال حول ما يميز فريضة الحج في هذا العام عن السنوات الماضية؟ وما هو المطلوب من الحجيج فعله في ظل هذه الفوارق؟، لفت أمين سر تجمع العلماء المسلمين في لبنان، بأن هناك أموراً كثيرة بما في ذلك التطورات التي شهدتها المنطقة وخاصة في فلسطين المحتلة، والتي تلقي بضلالها على فريضة الحج لهذا العام؛ وانطلاقاً من ذلك دعا حجاج البيت العتيق إلى التركيز على الأمور التالية خلال أدائهم شعائر هذه الفريضة الإلهية:

 أولاً- إخبار العالم بأن مناسكنا لا تتبدل ولا تتغير لا زماناً ولا مكاناً، وسيبقى الحج أكبر تجمع ومنتدى للأمة في مكانه هناك في أرض الحرمين وفي زمانه شهر ذي الحجة.

 ثانياً- إخبار العالم بأن ما تدعون إليه من وحدة الأديان السماوية غير مقبول عندنا وهو أمر مرفوض، فلا يمكن أن يجتمع الشرك والتوحيد في قلب مسلم أبداً.

 ثالثاً- إخبار العالم أن أمتنا لا تفرقها الحدود، ولأن كان للحدود زمان معين فستعود الأرض دولة واحدة يملأها الإسلام بالمهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف، عدلاً وقسطاً بعد أن ملأه الاستكبار العالمي ظلماً وجوراً وتفريقا.

رابعاً: إخبار العالم أن قضايانا قد يضعف نصرها لفترة، ولكنها لن تموت أبداً وستبقى حية إلى ذلك اليوم الموعود إن شاء الله.

خامساً: إخبار العالم أن العصبية والعرقية والقومية لن يكون لها أثر في أمتنا، وإن كان لها نصيب يوماً فسيزول إن شاء الله بالأمة الواحدة.

وخلص الشيخ البريدي إلى القول: أخيراً العدوان الصهيوني وداعموه تعاظم طغيانهم كثيراً واعتداءاتهم على بقاع المسلمين ودولنا الإسلامية والعربية، فلابد من مقاومتهم حتى يخرس لسان الباطل وتعلو كلمة الله. ويجب أن نبدأ بإنقاذ ما تبقى ومن تبقى في غزة هاشم وفلسطين الحبيبة ومناصرة الأمة ومن عدواننا من التقسيم والتجزئة وجعل اتحادها فيما بينها هدفا يجب الوصول إليه إن شاء الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *