محليات

بيئة المقاومة تصدم خصومها وتكتسح كافة بلدياتها وواشنطن تساوم لبنان على السلاح

بقلم محمد الضيقة

وكما يبدو أن هذا التصعيد الأمريكي الذي جاء على لسان مورغان أورتاغوس في قطر مرتبط إلى حدٍ ما بالنتائج التي حققها الثنائي الوطني في الانتخابات البلدية في كافة المحافظات وخصوصاً في الجنوب المحطة الأخيرة في هذا الاستحقاق.

أوساط سياسية قرأت نتائج الانتخابات وأكدت أن هذا الاستحقاق لا يمكن فصله عن بقية كل الملفات الساخنة في لبنان، لافتة إلى أن الثنائي الوطني تعاطى مع هذا الاستحقاق وفق ما يراهن عليه خصومهم عقب العدوان الصهيوني، خصوصاً أن هذا العدوان ما زال متواصلاً ويتخذ أشكالاً متنوعة على كافة الأصعدة.

وأضافت الأوساط أنه وعلى الرغم من انشغال حزب الله بقضايا كثيرة، فإن بيئة المقاومة أثبتت أنها راسخة وثابتة حيث عبرت عن دعم شعبي كبير وغير مسبوق لثقتها الكاملة بخيارات الثنائي، حيث استنفرت هذه البيئة كل جهودها في مواجهة كل التحديات السياسية والاجتماعية للتأكيد على أن المقاومة هو خيارها، وأن مسألة سلاحها خط أحمر، ومن أن هذه البيئة تلتزم بما تقرره قيادة المقاومة بشأن هذا الملف.

وأشارت الأوساط في هذا السياق إلى أن حزب الله يعرف جيداً أن خصوم المقاومة في الداخل هو الأخطر على صعيد المواجهة مع العدو الصهيوني، وهؤلاء الخصوم وعلى الرغم من بعض المواقف الإيجابية التي أبداها حزب الله اتجاههم وخصوصاً في انتخابات بيروت، حيث شكّل الرافعة التي كرّست عملية المناصفة في البلدية، ولولا هذا الموقف من الثنائي الوطني لكانت هذه المؤسسة عرضة للتقسيم بين المسيحيين والمسلمين، فهؤلاء الخصوم لم ولن يبدلوا مواقفهم المعادية للمقاومة لأنهم من النوع الحاقد الذين لن يدخلوا في هدنة مع بيئة المقاومة، لأنهم أيضاً ينفذون أجندة أمريكية – سعودية تهدف إلى حصار المقاومة ووضعها أمام خيارات صعبة في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة.

وتوقعت الأوساط أنه بعد النتائج التي حققها الثنائي في الاستحقاق البلدي أن يكون الخارج وبعض الداخل، وخصوصاً القوات اللبنانية وحلفاؤها أكثر عداوة في المواجهة المقبلة ومن المنتظر أن تبدأ خلال الانتخابات النيابية العام المقبل، حيث من المتوقع أن يرفع الحلف الأمريكي – السعودي وتيرة خطابه، متكئاً على بعض القوى الداخلية من أجل تنفيذ أجندته بإحكام الحصار على حزب الله وشل حركته من خلال ربط إعادة الإعمار في الجنوب والضاحية والبقاع بمسألة السلاح، وهذا خيارٌ صعبٌ كما تؤكد هذه الأوساط والتي قالت إن حزب الله وحلفاءه لا يزالون يمتلكون أوراقاً كثيرة لإجهاض هذا المخطط الأمريكي – السعودي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *