إعرف عدوك

زيارة الرئيس ترامب للخليج.. نظام إقليمي متغير والتحدي لإسرائيل

ترجمة وإعداد:  حسن سليمان

اختتم الرئيس دونالد ترامب زيارته الرسمية الأولى في ولايته الثانية إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، مسلطا الضوء على هذه الدول باعتبارها ذات أهمية مركزية بالنسبة له شخصياً، وليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة. وتتيح نتائج الزيارات لقادة البلدان المعنية القدرة على إظهار التقارب الواسع في المصالح، وخاصة تلك التي يمكن رؤيتها. وقد أدت هذه الزيارات، بالإضافة إلى التحركات في الشرق الأوسط التي اتخذتها الإدارة الأمريكية مؤخراً، إلى خلق شعور باستبعاد إسرائيل من الأحداث الدرامية في المنطقة. ومن بين أمور أخرى، من الواضح أن الرئيس وإدارته يرسلون إشارات إلى أن واشنطن تسعى إلى إعادة تشكيل نظام التحالفات الإقليمية مع الحد في الوقت نفسه من الاعتماد على إسرائيل وسياساتها. ومن جانبهم، ضغط زعماء دول الخليج على ترامب، من بين أمور أخرى، لرفع الحظر عن سوريا، كما فعل، وتعزيز الاتفاق النووي مع إيران الذي يرفض التهديد بالحرب معها. وطالبوا ترامب أيضاً بالضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة، مع طلب سعودي بوضع قضية التطبيع مع إسرائيل جانباً في الوقت الراهن.

لقد ركزت زيارة الرئيس دونالد ترامب، التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة، وهي الأولى له منذ عودته إلى البيت الأبيض، إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة في الفترة من 13 إلى 16 أيار، وكذلك خلال قمة مجلس التعاون الخليجي التي حضرها، على إعلانات مشتركة عن النوايا لتعزيز الصفقات الاقتصادية، وخاصة في مجالات الأمن والتكنولوجيا، إلى حد غير مسبوق يبلغ حوالي 2 تريليون دولار. وتم الاتفاق على الصفقات، التي لم يتم توقيعها بعد، مع المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.

• السعودية: من بين الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال صفقات الأسلحة، والاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، والتعاون في سوق النفط وفي مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، واتفاقية الدفاع، والتعاون النووي أيضاً. وفي هذا السياق، وعلى عكس التقارير الأولية، فإن المملكة العربية السعودية لم تحصل حتى الآن على موافقة على برنامج نووي، ولم يتم التوقيع على أي شيء مهم في هذا الشأن خلال الزيارة. وأكد ترامب أنه يتوقع استثمارات سعودية إجمالية تبلغ نحو تريليون دولار في الولايات المتحدة. ويبلغ حجم الصفقات المعلنة بين الولايات المتحدة والسعودية نحو 600 مليار دولار، منها 142 مليار دولار في القطاع العسكري والأمني

• قطر: على جدول الأعمال توسيع التعاون الأمني والاستثمارات في الولايات المتحدة (صفقة ضخمة لشراء طائرات من شركة بوينغ بنحو 100 مليار دولار). وأكد بيان البيت الأبيض أن الرئيس ترامب وقع مع قطر اتفاقية لتعزيز التجارة المتبادلة بقيمة لا تقل عن 1.2 تريليون دولار

• الإمارات العربية المتحدة: تم التوصل إلى صفقات بقيمة 200 مليار دولار، بما في ذلك التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، ومحاولة تعزيز اتفاقية أمنية، وتوقعات أمريكية بتعزيز استثمار ضخم بقيمة 1.4 تريليون دولار من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة في التكنولوجيا الأمريكية على مدى عدة سنوات.

خلال الزيارات، ظهرت رغبة حكام دول الخليج في منح ترامب تكريمات ملكية، وبدا الأمر كما لو أن هناك منافسة بينهم على قلب الرئيس، حيث يحاول كل منهم التفوق على الآخر في التكريم والخدمات التي سيقدمها للرئيس. من جانبه، لم يبخل الرئيس في الإشادات التي أشاد بها بمضيفيه، مؤكداً تقديره الكبير لقيادتهم ونجاحاتهم. ويتم تقديم الزيارة برمتها من قبل جميع الأطراف على أنها نجاح استثنائي، في حين يستطيع كل من ترامب والقادة العرب تقديم الإنجازات. ومن الواضح أن الرئيس ترامب يرى في العلاقات الوثيقة مع دول الخليج مساهمة كبيرة في مصالح الولايات المتحدة، وهو ما تعتقده أيضا الدول التي تتوقع فتح صفحة جديدة وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة. والمستفيد الرئيسي من هذا التطور، إلى جانب الرئيس ترامب، هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي اكتسب لنفسه ولبلاده اعترافاً بمكانتهما المرموقة ومحوراً مركزياً للولايات المتحدة في العالم العربي والمنطقة بأسرها

ساعدت الزيارة الجانبين على تحقيق أهدافهما على المستوى السياسي أيضاً:

• التأثير المتبادل على السياسة الإقليمية: من أجل تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة، يتعين على دول الخليج أيضا تقليص علاقاتها مع الصين إلى حد ما، وبالتالي توفير الاستجابة للمصالح الأمريكية الرئيسية

• الصراع على المكانة الإقليمية في مواجهة إيران: سمحت الزيارة لدول الخليج بالاستفادة من علاقاتها مع الولايات المتحدة لإظهار قدرتها على توجيه الأجندة الإقليمية في مواجهة إيران، على الأقل خلال فترة الرئيس ترامب. وفي الوقت نفسه، يتوقعون أنه في مقابل الصفقات الضخمة، ستتولى الولايات المتحدة مسؤولية توفير الأمن لهم.

• الاستعداد لتنسيق سياسة الطاقة قدر الإمكان: يولي ترامب أهمية كبيرة لأسعار النفط، في حين أن الهدف المهم لدول الخليج هو التأثير على أسعار النفط مقابل ضمانات أمنية.

خلال الزيارة، تم توضيح الأهمية التي يوليها الرئيس ترامب لإعادة تشكيل نظام التحالف الإقليمي، من بين أمور أخرى من خلال إنهاء الصراعات وتعزيز الاستقرار، وهو ما يراه ضروريا لتحقيق الأهداف الاقتصادية لإدارته. وفي هذا السياق، برز قرار ترامب الدراماتيكي، بتشجيع من السعودية وتركيا، بلقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، وإعلانه رفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا منذ عام 2019. ووصف ترامب هذه الخطوة بأنها تعطي سوريا فرصة للازدهار، وأوضح أن هذه كانت خطوة أولى على طريق التطبيع بين الولايات المتحدة والنظام السوري الجديد.

وبالإضافة إلى ذلك، تم خلال الزيارة مناقشة قضايا إيران والحرب بين إسرائيل وحماس بالتفصيل. وفي هذا السياق أيضاً، أظهر ترامب رغبته في الترويج لحلول جديدة وغير تقليدية مع تفضيل المفاوضات على العمل العسكري:

• إيران: ضغطت دول الخليج على ترامب للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن الملف النووي، من أجل تأجيل خطر الحرب الذي قد يضر باقتصاداتها واستقرارها. وأوضح ترامب أنه غير مهتم بالعمل العسكري ضد إيران، وأعرب عن تفاؤله بشأن نجاح المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران. ولكنه أكد أن البديل لفشل المحادثات هو زيادة الضغوط الاقتصادية والعسكرية على إيران (على الرغم من حرصه على عدم الالتزام بخصائص النشاط العسكري).

• الحرب في قطاع غزة: طوال الزيارة، استمرت جهود الإدارة لتعزيز صفقة الرهائن بين إسرائيل وحماس، والتي من شأنها أن تشمل وقف إطلاق النار وتعزيز فرصة إنهاء الحرب والاستعداد “لليوم التالي”، دون جدوى. من جانبها، أكدت دول الخليج على ضرورة الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، مع طلب (سعودي) وضع قضية التطبيع مع إسرائيل جانباً في الوقت الراهن. وقد أعرب ترامب مرارا وتكرارا عن أمله في انضمام دول أخرى، على رأسها المملكة العربية السعودية، إلى اتفاقيات إبراهيم، لكن يبدو أن الإدارة تقدر في هذه المرحلة أنه طالما لم يحدث تغيير كبير في صورة المعركة في غزة، فإن فرص حدوث ذلك منخفضة. ومن كل التصريحات التي أدلى بها الزعماء خلال الزيارة، يتبين أن الإدارة الأمريكية ودول الخليج التي زارها ترامب راضية عن قدرتها على تقديم تقارب في المصالح بشأن مجموعة واسعة من القضايا، وخاصة تلك المرئية. ومع ذلك، سيتم فحص النتائج الفعلية مع مرور الوقت. ومن الممكن اليوم الإشارة إلى عدد من القضايا التي من الممكن أن تسبب صراعا بين الجانبين:

• تتوقع الحكومة الأمريكية زيادة إنتاج النفط، وبالتالي انخفاض الأسعار. واستجابت دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، للطلب وعملت على زيادة الإنتاج، ولكن بسبب الضغوط الاقتصادية، وخاصة في السعودية، وانخفاض مستوى الأسعار، فإنها ستواجه صعوبة في القيام بذلك مع مرور الوقت. وتقدم شركة أرامكو السعودية للنفط أرقاما ضعيفة في ظل انخفاض الأسعار، ومن الواضح أنها تواجه صعوبات في تنفيذ المشاريع المخطط لها. ومن هنا يأتي التقييم بأن انخفاض أسعار النفط والضغوط الاقتصادية على المملكة سوف يجعل من الصعب عليها تنفيذ كافة الاتفاقيات بينها وبين الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، تتوقع دول الخليج من الإدارة خفض معدل الرسوم الجمركية المفروضة عليها (10%)، على الرغم من أن إجمالي صادراتها إلى الولايات المتحدة لا تذكر.

• السياسة تجاه إيران: ليست كل دول الخليج العربية مهتمة باندلاع مواجهة مع إيران، وبالتالي، ومن بين أمور أخرى ولاعتبارات خاصة بها، فإنها تحافظ على علاقة جيدة معها. ويبدو أن السعودية تعلمت درساً من ولاية ترامب الأولى، عندما شاركت في استراتيجية “الضغط الأقصى” التي طبقتها إدارته على إيران، واحترقت: فمن وجهة نظر الرياض، كانت سياسة الضغط غير فعالة، فضلاً عن أن السعودية كانت هدفاً لهجوم صاروخي إيراني، ولم تتحرك إدارة ترامب للدفاع عنها. ولذلك فإن القرار الأمريكي بمهاجمة إيران باستخدام قواعد في الخليج (من المتوقع أن تستضيف قطر قاذفات استراتيجية أمريكية في قاعدة العديد على أراضيها) قد يتسبب في صراع بين دول المنطقة والإدارة

• الحرب في قطاع غزة والرغبة الأمريكية في ضم السعودية إلى “اتفاقيات إبراهيم”: استمرار الحرب وخصوصاً تدهور الوضع الإنساني في القطاع قد يعرض الأنظمة العربية للضغوط الداخلية. ولذلك استغلوا الزيارة للضغط على الرئيس ترامب في هذا الصدد، حيث انتقد الوضع الإنساني، بما في ذلك تأكيده على أن “الناس يموتون من الجوع في غزة وسوف نعتني بذلك”. على أية حال، فإن رغبة ترامب في إقناع السعودية بالانضمام إلى “اتفاقيات إبراهيم” لن تتحقق طالما أن الرياض غير مرتاحة للواقع في غزة، وإسرائيل مترددة في الالتزام بحل سياسي للقضية الفلسطينية.

الدلالات والتوصيات بالنسبة لإسرائيل

على الرغم من أن زيارة ترامب للخليج ركزت على تعزيز التحالفات بين الولايات المتحدة ودول المنطقة، وفي هذا الإطار تعزيز المبادرات الإقليمية التي تكون إسرائيل طرفاً مهماً فيها، إلا أن ترامب لم يدرج إسرائيل في جدول الزيارة. ورغم تأكيده على ضرورة التطبيع الإقليمي الشامل، فإن غياب إسرائيل خلق شعوراً بالاستبعاد من التحركات السياسية الدرامية التي تجري في الواقع من دونها. ومن هنا يأتي الانطباع بأن الرئيس وإدارته يرسلون إشارة إلى الحكومة الإسرائيلية بأن واشنطن تسعى إلى إعادة تشكيل نظام التحالفات الإقليمية، وربما حتى في الوقت الذي تعمل فيه على تقليص الاعتماد على إسرائيل. ومن الجدير بالذكر أن إسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي تجاهلها ترامب. كما تم استبعاد زعماء دول عربية أخرى، في مقدمتها مصر والأردن، الذين تمت دعوتهم لحضور الاجتماعات خلال زيارة ترامب للخليج في عام 2017، هذه المرة. إن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والتعاون المتزايد بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وخصوصاً المملكة العربية السعودية، يفرضان على إسرائيل تحديات وفرصاً:

المخاطر والتحديات

• الانطباع الذي تركه ترامب بشأن التقدير والاحترام الذي يعزوها لقادة دول الخليج يثير المخاوف لأنه يشير إلى تغير في نظرة الولايات المتحدة لمكانة إسرائيل في المنطقة، وقد يعزز التقييم بين دول المنطقة بأن إسرائيل تفقد مكانتها المركزية كحليف لصالح المملكة العربية السعودية، وهي قضية تؤثر بشكل مباشر على قدرة إسرائيل على جمع الأصدقاء وردع الأعداء.

• تآكل التفوق النوعي: إمكانية بيع أسلحة متطورة إلى الرياض وقطر، حتى لو لم يتم إبرام صفقات ملموسة حتى الآن على ما يبدو، إذا لم تكن مصحوبة بتوازنات مناسبة، قد تضر بشكل كبير بمبدأ التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، والذي حرصت الولايات المتحدة على الحفاظ عليه لسنوات. ومن بين بنود جدول الأعمال إمكانية بيع طائرة إف-35 المقاتلة المتطورة، والتي تسعى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة إلى شرائها (ووعدت الإمارات العربية المتحدة بشرائها مقابل توقيعها على اتفاقيات إبراهيم).

• تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وتركيا: الشراكة بين الدول الثلاث، كما تم التعبير عنها خلال الزيارة دون إشراك إسرائيل، قد تدفعها إلى هامش الخطاب حول تشكيل الشرق الأوسط وبالتالي تعريض المصالح الإسرائيلية للخطر.

• تبني الرواية العربية/الخليجية: أشارت تصريحات الرئيس ترامب خلال الزيارة إلى أنه تبنى إلى حد كبير الرواية العربية بشأن ما يحدث في قطاع غزة وساحات أخرى في المنطقة. ومن الممكن أن تشكل هذه الرواية لحلفاء الخليج، الذين اكتسبوا تأثيرا كبيراً على الإدارة الأمريكية، دليلاً لسياسة الإدارة في المنطقة من الآن فصاعداً

• الاتفاق مع إيران: إن إدارة ترامب ودول الخليج لديها مصلحة مشتركة في التوصل إلى اتفاق مع إيران، حتى لو أدى ذلك إلى تجاهل مطالب إسرائيل. وحتى في حال فشل المفاوضات مع إيران، فمن المرجح أن تحاول الدول العربية الاستفادة من تعزيز العلاقات مع إدارة ترامب لحثها على ضبط النفس تجاه إيران، بما في ذلك التأثير على نوايا إسرائيل في هذا السياق

الفرص

• تعزيز التطبيع مع السعودية: إن تصميم ترامب على توسيع “اتفاقيات إبراهيم” ورغبته في إنشاء جبهة سنية معادية لإيران قد يؤدي إلى زيادة الضغوط من الولايات المتحدة على المملكة العربية السعودية للقيام ببعض الإيماءات تجاه إسرائيل. وفي سيناريو اتخاذ قرار بمهاجمة إيران، قد تتعرض الإدارة الأمريكية لضغوط من جانب دول الخليج للسماح لإسرائيل بحرية العمل، وفي كل الأحوال توسيع التنسيق السري بين إسرائيل ودول الخليج.

• التعزيز الاقتصادي والتكنولوجي من خلال الشراكات الإقليمية: قد تنضم إسرائيل إلى جهود الحكومة الأمريكية لتعزيز المشاريع الاقتصادية والتكنولوجية المشتركة. وبعد كل شيء، تنوي الولايات المتحدة ودول الخليج استثمار مبالغ ضخمة في محاولة لتحويل اللاعبين الإقليميين إلى قوى عظمى في هذه المجالات.

• الاعتراف الأمريكي المتزايد بالاحتياجات الأمنية لإسرائيل: على خلفية المخاوف بشأن الإضرار بالتفوق النوعي لإسرائيل، قد تعرض إدارة ترامب توسيع المساعدات العسكرية لإسرائيل أو ضمانات أمنية لها.

• دمج إسرائيل في الآليات الإقليمية الرسمية – إن توسيع التعاون الأمني بين الولايات المتحدة ودول الخليج قد يسمح لإسرائيل بالاندماج في المنتديات الأمنية الإقليمية، والتي من المرجح أن تتوسع.

توصيات لإسرائيل

• يجب على إسرائيل أن تتحرك على كافة المستويات لضمان الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع البيت الأبيض، وأن يتم اتخاذ القرارات ذات الصلة بإسرائيل فقط بعد التشاور مع الحكومة الإسرائيلية. وفي هذا الإطار، يجب على إسرائيل أن تسعى جاهدة للحصول على التزام من واشنطن بعدم تنفيذ أي عملية أمنية أو سياسية أو اقتصادية في المنطقة من دون تنسيق مسبق مع إسرائيل.

• يجب على إسرائيل أن تعمل على تعميق العلاقات بينها وبين المملكة العربية السعودية حتى من دون التطبيع الرسمي، من خلال تعزيز القنوات السرية بين البلدين، ومن بين أمور أخرى، تعزيز منتدى إقليمي أمريكي دائم يكون لإسرائيل دور فعال فيه.

• الحفاظ على التفوق الأمني الاستراتيجي لإسرائيل: يجب التأكد من أنه في مواجهة الصفقات العملاقة مع دول الخليج، ستواصل الولايات المتحدة الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، بما في ذلك تزويدها بالأنظمة المتقدمة والتزامات الأمن العام. ومن المهم بشكل خاص التأكيد على التنسيق العميق الذي تشير إليه النية الأمريكية الواضحة للتعاون مع المملكة العربية السعودية في المجال النووي، بما في ذلك مسألة تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية.

• ولضمان كل هذه المصالح، يجب على إسرائيل أن تتأكد من أن استراتيجيتها تأخذ في الاعتبار مصالح إدارة ترامب، وقبل كل شيء، يجب عليها أن تدرس خطواتها بحيث تستفيد من تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج من أجل تعزيز مصالحها، وأن تعمل على عدم تفويت الفرص لتعزيز مكانتها في المنطقة، في مواجهة الإدارة الأمريكية، وعلى الساحة الدولية بشكل عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *