حزب الله يقفل أبوابه ويؤكد: السلاح باقٍ وموقف نواف سلام ممجوج وللاستهلاك الخليجي
بقلم محمد الضيقة
“ليكن واضحاً للجميع، لا تطلبوا منا شيئاً بعد الآن، فلتنسحب إسرائيل، توقف عدوانها وتفرج عن الأسرى، وبعدها لكل حادث حديث”، هذه الرسالة الأبرز من مجموعة الرسائل التي بعثها حزب الله لأكثر من طرف دولي وإقليمي وداخلي..
وهذا يعني أن الأمين العام الشيخ نعيم قاسم قد حسم وبشكلٍ نهائي مسألة سلاح المقاومة، بأنه سيبقى في ظلّ هذه الظروف الدولية والإقليمية المعقّدة للدفاع عن لبنان، في حين رسالة رئيس الحكومة نواف سلام كانت واضحة وهي تتقاطع عن غير قصد مع الموقف الصهيوني، عندما يوضح بأنه لم يعد مسموحاً وجود سلاح خارج الشرعية اللبنانية.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن حزب الله قد أغلق باب الطلبات التي لم تتوقف ومعظمها لمصلحة العدو ولمصلحة واشنطن وربيبتها الرياض، وهذه الطلبات كانت دائماً مقرونة بربط إعادة الإعمار بمسألة السلاح وربط الانسحاب الصهيوني من المناطق التي احتلها بهذا الملف، وهذا الأمر يؤشر كما تقول الأوساط، خصوصاً في الأسابيع الأخيرة إلى أن خصوم المقاومة في الداخل والخارج قد صُدموا من الانتصار الساحق الذي حققه الثنائي الوطني في الانتخابات البلدية في كل المناطق اللبنانية.
وأوضحت هذه الأوساط في هذا السياق أن الانتخابات البلدية لهذا العام تُعيد إلى الأذهان مشهد انتخابات عام 2022 حيث تمكن الحزب آنذاك من ترسيخ حضوره الشعبي والسياسي في مختلف المناطق، وهذا يعني حسب هذه الأوساط أن الرسالة التي أرادها حزب الله من هذا الاستحقاق هي أن لا مجال بعد اليوم لأي طرف دولي أو إقليمي أو داخلي للتشكيك بشرعية حضوره في بيئته تحت شعار “الخسائر الفادحة التي تعرض لها جراء العدوان الصهيوني”، وأكدت الانتخابات الأخيرة رداً حاسماً على أي حديث عن تراجع في بيئته أو انحسار في نفوذه، وهذه البروباغندا التي يحاول خصومها إشاعتها فقد بددتها النتائج التي حققها حزب الله في الاستحقاق البلدي، معتبرة أن ارتفاع صوت الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس مرتبط بالإنجاز الذي تم تحقيقه في الانتخابات الأخيرة، حيث تهدد مع جوقة من عملائها في الداخل أنه إذا لم يتم تجريد المقاومة من سلاحها فإن العدو الصهيوني سيستأنف عدوانه الذي لم يتوقف حتى الآن، وتساءلت هذه الأوساط عن أي حرب جديدة ستبدأها إسرائيل، وهي تواصل خروقاتها لاتفاق وقف النار، وإذا ظن هؤلاء الخصوم من أن هذه التهديدات من أجل نزع سلاح المقاومة، فهم بالتأكيد مشتبهون لأنهم إذا أرادوا ذلك فعلى الجيش الصهيوني أن يجتاح كل لبنان، وهو الذي عجز عن تقدم أمتار على الحدود خلال العدوان الأخير.
هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية أن مطلب تجريد المقاومة من سلاحها هو هدف مشترك أمريكي – سعودي – صهيوني مع بعض عملاء الداخل، وهناك وعود كما صدر عن رئيس الحكومة بتحقيق هذا الهدف عبر الضغوط والتسويات، وهذا ما ينادي به ويعمل من أجله رئيس الجمهورية جوزاف عون، والسؤال هنا – تقول هذه الأوساط -، لماذا إذاً التهديد بالحرب وهي الأكثر كلفة على العدو. وهذا يؤكد أن كل التهديدات سواء كانت خارجية أو داخلية هي مجرد فقّاعات صابون، وبالتالي فإن مسألة سلاح المقاومة باقٍ حتى تلبية كل الشروط التي أعلنها أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في الذكرى الخامسة والعشرين لعيد المقاومة والتحرير.
